هآرتس – بقلم أسرة التحرير – مطلوب اصلاح تاريخي

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 20/10/2020
مشهد عشرات الاف الشبان الاصوليين ممن عادوا الى مقاعد الدراسة هذا الاسبوع في ظل خرق استفزازي لتعليمات الاغلاق، بينما باقي تلاميذ اسرائيل لا يزالون في بيوتهم منذ شهر، يرمز اكثر من اي شيء آخر الى الوجود المنقطع للحكم الذاتي الاصولي الذي يعيش وفقا لقوانينه الخاصة، في ظل التجاهل التام لقرارات الدولة. كما يجسد هذا المشهد انعدام الوسيلة لدى الحكومة واغلبية الجمهور الاسرائيلي امام حاخامين متطرفين تأتمر اقلية تشكل نحو 13 في المئة من السكان بإمرتهم.
يأخذ التمرد الاصولي كأمر مسلم به حقيقة ان التمويل لمؤسسات التعليم الاصولية، التي فتحت بخلاف القانون سيواصل الوصول من صندوق الدولة وان جهاز الصحة العام سيعالج ابناء الطائقة ممن سيصابون بالوباء كنتيجة لذلك. كان يجدر بالمحفزين على التمرد ان يقدموا الحساب على ذلك بالغرامات وبلوائح الاتهام، ولكن مشكوك جدا ان يحصل هذا. فقد اعترف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منتهى السبت بان ليس لدى الشرطة الوسائل لفرض اغلاق على مدارس التوراة الابتدائية. وما لم يقصه نتنياهو هو انه حتى لو كانت للشرطة الوسائل لما كان أمر بذلك. فتأييد حزبي يهدوت هتوراة وشاس هو فرع الشجرة الاخير الذي يعتمد عليه حكمه.
ان حقيقة أن الحلف السياسي بين نتنياهو والاحزاب الاصولية يمنعه من العمل بتصميم ضد التحلل من العبء، تؤكد فقط فشله الزعامي الشخصي في معالجة الكورونا. ومع ذلك، محظور الوقوع في الاوهام، في أنه فقط لو كان رئيس وزراء آخر لتصرف الاصوليون بشكل مختلف. فقد بني الحكم الذاتي الاصولي بتأييد من كل حكومات اسرائيل، منذ وقع دافيد بن غوريون على اتفاق الوضع الراهن في 1947. وعليه، فان المطلوب هو اصلاح تاريخي. فالمتضررون الاساسيون من انعزال وتمترس الحكم الذاتي الوصولي هم أولا وقبل كل شيء الشابات والشباب الاصوليين ممن حرموا من حق التعليم المناسب. يجب وقف التمويل العام لاطر منفصلة لا تعلم المواضيع الاساسية اللازمة للانخراط في العالم العملي ونقل الميزانية الى أطر يتاح فيها للاجئي التعليم الاصولي ممن يختارون ذلك استكمال تعليمهم.
ان انقطاع الجمهور الاصولي عن المجتمع الاسرائيلي هو أحد الاسباب المركزية للفشل الوطني في مواجة الوباء. وحتى لو كان متأخرا معالجة ذلك الان فينبغي عمل ذلك في المستقبل، بعد أن يتوفر لقاح للكورونا. محظور التسليم بالانقطاع. واصلاح الوضع ورأب المجتمع يمران عبر التعليم والاندماج. دولة اسرائيل لم يعد يمكنها أن تسمح لنفسها بان تعيل من اموالها اطر تعليم – وحياة – اصولية ذات حكم ذاتي. في الطريق الى الاصلاح التاريخي من المهم للحكومة الاخرى، حين تقام، ان تلغي الوضع الراهن الذي انقضى زمنه، وان تبدأ بفصل كهنة الدين عن قيادة الدولة.