ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – متى يصمت نتنياهو

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 6/10/2020

يشجب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس حقيقة أن نحو 2.000 من الجماعات الدينية شاركوا في حملة جنازة الادمور من بتسبورغ في اسدود؛ لم يشجب حقيقة انه في اثناء الجنازة اصطدم افراد الجماعة الدينية مع قوات الشرطة، ولم يشجب ايضا حقيقة أن مئات من مؤيدي الجماعة رفضوا اخلاء المكان. لم يتناول نتنياهو أنه رغم وضع الشرطة للحواجز لفصل المتدينين في شعب، وصل المئات الى المكان بشكل لا يسمح بالالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي. كما لم يتناول حقيقة أنه صدر على الاطلاق إذن لجنازة جماعية كهذه في منتصف الاغلاق الذي تم فرضه بتشدد زائد على باقي المواطنين.

ولم يشجب نتنياهو ايضا حقيقة أن وزيرة في حكومته، غيلا جمليئيل، اصيبت بالكورونا وحاولت التملص من التحقيق الوبائي لوزارة الصحة؛ لم يشجب حقيقة أنها حاولت تضليل محققي وزارة الصحة حين قالت لهم انها اصيبت بالعدوى من سائقها؛ ولم يطالب باستقالة من بخلاف التعليمات التي تمنع الانتقال من مدينة الى مدينة، سافرت في وقت الاغلاق من تل ابيب الى طبريا وصلت في داخل مبنى كنيس.

يتعرض مواطنو اسرائيل في كل يوم لهذه الازدواجية: رئيس وزراء يحرض بشكل منفلت العقال وعديم المسؤولية ضد المتظاهرين، يسعى لفرض المزيد فالمزيد من التضييقات على الاسرائيليين لدرجة محظورات كاسحة مثل قيد مسافة 200 متر عن البيت، اغلاق اعمال تجارية صغيرة وتعطيل جهاز التعليم لفترة طويلة، ولكن بالتوازي يسمح لالاف الاصوليين بالاستخفاف بقيود الاغلاق، ولمحيطه القريب – المستشارين السياسيين توباز لوك وروبين عيزر– ان يخرقا بقدم فظة الانظمة التي يفترض بكل مواطن أن يتبعها، والان لوزيرة في حكومته أن تبقى في منصبها رغم كذبها لسلطات الدولة المسؤولة عن الصحة العامة.

المرة تلو الاخرى ينكشف نتنياهو بكامل ضعفه كزعيم في وقت الازمة. فهو عالق سياسيا امام الاصوليين، الذين بدونهم سيضطر الى ترك كرسي رئيس الوزراء، ولهذا فهو غير قادر على أن يفرض عليهم طاعة القواعد، وهو متعلق بمستشاريه القريبين الذين يشكل بعضهم ذراعه التحريضي الرقمي ضد خصومه السياسيين، وهو يجد صعوبة في ان يطالب وزيرة مثل جمليئيل بالاستقالة، إذ كيف يمكنه أن يطلب منها ما هو نفسه، رغم ثلاث لوائح اتهام مرفوعة ضده، يرفض عمله.

يختنق مواطنو اسرائيل تحت اغلاق يمس برزقهم وبحقوقهم الاكثر اساسية كنتيجة لوباء عالمي. في واحدة من الفترات الاصعب في حياة الدولة، يستحقون زعيما يمكنهم ان يعطوه الثقة ولقيادة تكون قراراتهاموضوعية وعديمة المصالح السياسية الضيقة. نتنياهو وحكومته لا يستجيبان لهذه المعايير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى