ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – ليس من يعمل من اجلنا فقط ، المسؤولية لا تتوقف عند الحاجز

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 9/3/2021

أمس، بعد تأخيرات كثيرة، بدأت حملة تطعيم العمال الفلسطينيين الذين يعملون بتصريح في اسرائيل  وفي المستوطنات. وحسب الخطة، فانه سيتم تطعيم 120 الف عامل بحقن لقاح شركة “موديرنا”. وسيتم تشغيل المجالات التي  ستقام في الجانب الاسرائيلي من الحواجز من قبل طواقم طبية اسرائيليين، مع مندوبي الادارة المدنية وسلطة المعابر.

يدور الحديث عن خطوة هامة ومباركة، يجب أن تكون اولى في سلسلة خطوات تؤدي في نهاية المطاف الى تطعيم عموم السكان الفلسطينيين. ينبغي رد المنطق الذي يقول ان مسؤولية اسرائيل عن الفلسطينيين تنتهي في الحواجز. فما بالك في الوقت الذي توجد لحكومات اسرائيل ادعاءات ملكية على المناطق نفسها.

لاسرائيل يوجد واجب وبائي، اخلاقي، قانوني (يستمد من واجبها كـ “احتلال” وفقا لميثاق جنيف) لعموم السكان الفلسطينيين في المناطق، وليس فقط لاولئك الذين يعملون من اجلها. كل محاولة للتملص من هذا الواجب ستساهم في مواصلة الاصابة بالمرض داخل دولة اسرائيل، ولكن مهم بقدر لا يقل – ستشكل دليلا على انعدام المنطق وانعدام الاخلاق الذي في اساس نظام الاحتلال الذي تمارسه اسرائيل. اذا كانت اسرائيل تتحكم في المنطقة، وهي بالتأكيد تتحكم بها وبكل المعابر والمداخل اليها، فملقي عليها الواجب للحرص على رفاه وسلامة كل من يعيشون في هذه المنطقة. الفلسطينيون هم ليسوا فقط عمالا في مواقع البناء ومشاريعنا الصناعية، هم ايضا بشر يستحقون الحماية ضد الفيروس.

بدلا من الاتجار باللقاحات مع حكومات في العالم كي تنقل سفاراتها الى القدس، على حكومة اسرائيل ان تنقل كل فوائض التطعيمات اليومية للفلسطينيين.فلا يعقل ان يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل اكتساب تأييد دبلوماسي من خلال  بقايا اللقاحات، على تطعيم الفلسطينيين.

ينبغي التطلع الى توثيق التنسيق الطبي مع السلطة الفلسطينية. الى جانب تطعيم العمال على اسرائيل ان تحرص فورا على نقل اللقاحات الى الجهات الطبية الفلسطينية والى الفئات السكانية التي في خطر. وبعد ذلك عليها أن تعمل بالتعاون مع السلطة الفلسطينية كي تحصل وتشتري مخزونا كافيا من اللقاحات لكل السكان. كما أن على اسرائيل أن تسهل نقل اللقاحات الى الضفة والى غزة بشكل لا يرتبط بالمساومة الامنية في موضوع الاسرى، الاحياء والاموات.

هذا ليس فقط الامر الصحيح عمله من كل ناحية كانت، هذا ايضا مصلحة صحية اسرائيلية. ففيروس الكورونا لا يأبه بالخط الاخضر. وعليه فان تطعيم السكان في جانب واحد منه في ظل اهمال تطعيم ملايين الفلسطينيين الذين يسكنون في جانبه الاخر، سيخرب على الجهود للقضاء على الوباء. ان السبيل لوقفه يمر عبر تطعيم الفلسطينيين. وكذا هو السبيل لان نكون بشرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى