ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – ليس بالاقوال بل بالافعال

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 14/10/2021

أقوال رئيس الوزراء، نفتالي بينيت في  مؤتمر “جيروزاليم بوست”عن وجوب حصر  النفوذ السياسي للحريديم، دفعت آريه درعي الى التحفز واتهام بينيت بشعبوية مناهضة للحريديم. وحسب درعي فان بينيت “يبدأ في رؤية  نسبة الحسم من الاسفل وبالتالي فهو يجرب ما يجربه ليبرمان: اضرب الحريديم ولعلك تحصل على عطف اكبر، وقاعدة اكبر”. 

ولكن رغم أن بينيت يهدد ودرعي يهين فان حكومة التغيير ليس فقط لا تتخذ خطا مناهضا للحريديم بل عمليا يوجد لها شوط آخر لتجتازه كي تتحرر حقا من النفوذ السياسي للحريديم. عليها أن تتخذ سلسلة تغييرات في صالح عموم الاسرائيليين، بمن فيهم الحريديم، الاقوال لن تكفي في هذه الحالة. 

يصر الحريديم على مواصلة العيش كدولة في داخل دولة. حتى اليوم شجعت حكومات اسرائيل الانفصالية والانعزالية، ولا سيما من خلال الدعم الحكومي لطريقة العيش هذه. حكومة بينيت – لبيد هي فرصة حقيقية للتغيير في المسائل المتعلقة بالمجتمع الحريدي. ليس انطلاقا من الرغبة لمحاسبتهم بل من اجل الدفع الى الامام باندماج في سوق العمل وتقليل نفوذهم في المسائل التي تثقل على غلاء المعيشة، مثل الحلال، او في مواضيع تتعلق بالاكراه الديني، مثل التهويد والزواج. 

لهذا الغرض على الحكومة أن تشدد على ثلاثة مواضيع اساسية. المسألة الاولى والحرجة هي التعليم. فالمؤسسات الحريدية تتصرف كحكم ذاتي منفصل ولا ترى كجزء من دورها تأهيل التلاميذ في سوق العمل الحديث. بدون تعليم المواضيع الاساسية، فان قدرة الشبان الحريديم على الاندماج في الجيش، التعليم العالي وفي سوق العمل هزيلة جدا؛ مما يؤدي الى تخليد الفقر، الفوارق الاقتصادية والاعتماد على ميزانيات الرفاه الاجتماعي. على الحكومة أن تضمن ان يتلقى اولاد الحريديم تعليما ذا صلة بالحياة في العالم الحديث. 

ثانيا، على الحكومة ان تتطلع بان تكون معدلات التشغيل في اوساط الحريديم مماثلة لمعدلهم بين عموم السكان.  لهذا الغرض يجب وقف الدعم الحكومي لعدم العمل (المخصصات، الدعم المالي للحضانات النهارية واسعار سكن مخفضة في مدن منفصلة) والشروع في تحفيز العمل. الامر الحرج ايضا في ضوء الزيادة الطبيعية العالية في المجتمع الحريدي مما يستدعي تغييرا دراماتيكا في نهج المجتمع الحريدي تجاه الانخراط في سوق العمل. 

ثالثا، على الدولة ان تعطل سيطرة الحاخامية في كل ما يتعلق بالزواج، التهويد ومنظومة الحلال. عندما تكون الاحزاب الحريدية هي لسان الميزان في الائتلاف، يكون هذا متعذرا. اما ائتلاف التغيير، الذي ترك الاحزاب الحريدية في المعارضة، فهو فرصة لتحقيق تغييرات في دولة اسرائيل، بما في ذلك في المجتمع الحريدي (حتى لو لم يعترف زعماؤه بذلك) الامر الذي يحتاجونه مثل الهواء للتنفس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى