ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – لنحمي الاراضي الطبيعية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 30/3/2021

يحيي ملايين الاسرائيليين عيد الفصح هذا كعيد حرية حقيقي، بفضل تحرير قيود الكورونا والغاء الحظر على السفر واللقاءات العائلية. مئات الالاف خرجوا للتنزه في الحدائق الوطنية، المحميات الطبيعية، الشواطيء والمجالات المفتوحة في الجليل، في النقب وفي الجولان. ولكن لشدة الاسف سيكتشفون بان المجال المفتوح في اسرائيل آخذ في التقلص بسرعة ومعه تتقلص حرية سكان البلاد للابتعاد عن الضجيج والجلبة الى الطبيعة. من يتجول في البلاد على مدى السنين يمكنه أن يرى التغيير المقلق امام ناظريه تقريبا. ما كانت ذات مرة مناطق طبيعية او مناطق مفتوحة أخذ يختفي في صالح تنمية عديمة الاقلاع وعديمة المسؤولية: طرق عملاقة، تحويلات، مواقف للسيارات، بلدات جديدة وتوسعات أهلية، مواقع جذب سياحية، اسيجة زراعية، مجمعات تجارية ومراكز تسويق في كل اتجاه. في الاجازات تصطدم اخطاء التخطيط هذه مع اكتظاظ السكان لتصبح احساسا مضنيا من الخناق الوطني – لا يوجد الى أين المفر.

في دولة اسرائيل، يعيش اليوم نحو تسعة ملايين مواطن وفي السلطة الفلسطينية يعيش نحو أربعة ملايين آخرين – ما يجعل البلاد التي بين النهر و البحر واحدا من الاماكن المكتظة في العالم. من يريد أن يتمكن أولاده واحفاده من التجول في البلاد، الاستمتاع بمشهد مفتوح، تفتح ربيعي وحيوانات في محيطها الطبيعي، وليس فقط الوقوف في ازمات السير – ملزم بان يبدأ بالتعاطي بورع مقدس مع تخطيط المجال في اسرائيل.

على اسرائيل أن تكون مخططة كدولة مكتظة وليس كدولة ضواحي امريكية. والمعنى الاساس هو تعزيز المدن والمدينية والتوقف عن تشجيع الضواحي، السكن في بيوت من طابق واحد واستخدام السيارات الخاصة. ببساطة لم يعد لكل هذا مكان. اضافة لذلك، فان حماية الاراضي الطبيعية معناها حماية المنظومات البيئية الصحية، التي تزدهر فيها انواع من الحيوان والنبات.  في العصر الحالي   يجب ان نتذكر بان هذه المنظومات هي خط الدفاع الاهم لنا في وجه أزمة المناخ والمصيبة البيئية.

من اجل عمل ذلك، على الحكومة الجديدة ان تغير الجينات التخطيطية في اسرائيل. قبل كل شيء، يجب الاستثمار في المدن كي تصبح جذابة. ومثلما في المدن المتطورة في العالم، يجب جمعها ضمن خليط استخدامي للمجال – التجارة، اماكن العمل، السكن والتعليم بمسافة سير على الاقدام او بالدراجة. كما ينبغي الاستثمار في المواصلات العامة، في دروب الدراجات، وفي المجالات الخضراء المدينية، على حساب اماكن وقف السيارات ومسارات السيارات الخاصة. كل ذلك من أجل جعل المدن في اسرائيل مكانا جيدا السكن فيه، وترك المجالات المفتوحة والطبيعية التي لا تزال غير فالتة – وذلككي يكون لنا في الاعياد التالية الى اين نذهب للتنزه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى