ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – كفى

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 19/5/2021

في وقت كتابة هذه السطور بلغ مقياس الدم لضحايا حملة حارس الاسوار 212 قتيل في غزة، بينهم 61 رضيعا، طفلا وفتاة و 36 امرأة. في اسرائيل قتل منذ بداية الحملة 13 شخصا بينهم طفل ابن 5 سنوات. 1.400 شخص اصيبوا في غزة نحو نصفهم نساء واطفال، و50 آخرين يوجدون في حالة حرجة. في اسرائيلتشوشت الحياة بشكل مطلق في نصف الدولة على الاقل فيما أن الكثيرين يعيشون في قلق دائم. 

في  الوقت الذي تتراكم فيه الجثث ومعها جزر الخرائب وموجات الدمار لمنشآت عسكرية والى جانبها عدد لا يحصى من الابراج، المنازل، الشقق، المكاتب والبنى التحتية المدنية في غزة، تتواصل الحملة بلا عراقيل، بينما بات واضحا منذ بضعة ايام انها لم تعد تؤدي الى اي مكان، غير زرع المزيد فالمزيد من القتل والدمار في غزة وفي اسرائيل. 

 اذا كانت لهذه الحملة انجازات من ناحية اسرائيل – والتي هي في افضل الاحوال للمدى القصير – فهذه قد استنفدت منذ الان. والان تتواصل الحملة بقوة القصور الذاتي باستثناء ان اسرائيل يمكنها أن تواصل فيها “بثمن متدنٍ” نسبيا وذلك اساسا كي تبهر مواطنيها بقدرات الجيش والمخابرات الاسرائيلية، الذين يقاتلون ضد جسم عسكري أدنى منه بلا قياس. اذا استمرت الحملة لعدة ايام اخرى فانها ستؤدي فقط الى مزيد من القتل والدمار الزائدين. لن تكون اي منفعة منها، وبالتأكيد ليس لاسرائيل، بل ستزرع فقط مزيدا من الخوف، الكراهية، الاهانة وتطلعات الثأر. 

في هذا الوضع للامور لا مجال الا لوقف الحملة فورا، دون أي تأجيل ومعاذير، بل وحتى قبل أن تضع الاسرة الدولية نهاية لها. ينبغي لـ “حارس الاسوار” ان تتوقف ليس فقط بسبب المعاناة والالم الرهيب الذي تلحقه بملايين البشر، وليس فقط لان الولايات المتحدة تطلب ذلك من اسرائيل – هذه الحملة ينبغي أن تتوقف لانها ايضا لا تساهم في شيء لاسرائيل. 

هذه حرب اخرى يمكن خاسرة يمكن تفاديها من بين حروب كثيرة. وسبقتها كل الاخطاء الممكنة: استفزازات عنيفة وزائدة في شرقي القدس، في الشيخ جراح، في باب العامود وفي المسجد الاقصى. ناهيك عن أنه ليس ذلك ما يبرر النار العشوائية من حماس على السكان المدنيين، فانه كان يجمل باسرائيل لو كانت حرصت على الهدوء في فترة متوترة جدا بدلا من خلاق الاستفزازات. 

رغم تبجحات القيادة العسكرية والسياسية، فان هجمات اسرائيل الان عديمة الجدوى. وقادة حماس والجهاد الاسلامي الذين صفتهم سيحل محلهم آخرون والقدرات العسكرية للمنظمتين سترمم بسرعة وستتبين كأكثر تطورا وخطورة من سابقتها، مثلما كان بعد كل الحملات السابقة.

لغزة لا يوجد حل عسكري. وحملة “حارس الاسوار” ايضا لن تغير هذا الواقع. يجب وقفها فورا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى