ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – قصيدة مديح لليبرالية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 21/9/2020

أصبحت قاضية المحكمة العليا الامريكية روت بايدر غينسبورغ  التي توفيت اول أمس في بيتها في واشنطن في السنوات الاخيرة من ولايتها رمزا للكفاح في سبيل قيم الليبرالية والانسانية. جلست غينسبورغ، اليهودية من بروكلين 27 سنة على كرسي القضاء في المحكمة العليا، وفي السنوات الاخيرةواجهت مشاكل صحية. وقد توفيت لتعقيدات في سرطان البنكرياس. عمل غينسبورغ منذ ايامها كمحاضرة في القانون وكمحامية في منظمات حقوق الانسان ولاحقا ككقاضية فيدرالية وفي المحكمة العليا، تركز على التقدم في حقوق الانسان – ولا سيما حق النساء في المساواة امام القانون.وعموم كتاباتها هو قصيدة مدين لليبرالية وحقوق الانسان. وتفيد محطات حياتها المهنية بكفاح خاضته هي نفسها باسم الحق في المساواة – كفاح نجح بفضل اصرارها وقدراتها الاستثنائية.

كونها الطالبة الاولى التي عملت في مجلة “القانون” سواء في جامعة هارفرد أم في كولومبيا؛ كفاحها لتلقي أجر مساوٍ لاجر الرجال كمحاضرة للقانون في براتغراس؛ المحاضرة الاولى التي حظيت بتثبيت في كولومبيا؛ المشروعالذي وضعته في الرابطة الامريكية لحقوق المواطن، لالغاء تشريع يميز ضد النساء – ولاحقا بصفتها المرأة اليهودية الاولى في المحكمة العليا (والمرأة الثانية في اي وقت من الاوقات)؛  تأييدها للزواج احادي الجنس، وفي صالح الاجهاض وحقوق الاقليات – كل هذا جعلها شخصية معروفة وايقونة اجتماعية أبعد بكثير من دوائر القضاء والسياسة.

لقد كانت غينسبورغ يهودية عزيزة، وقبل سنتين زارت اسرائيل. وكانت حصلت على جائزة برشيت لمشروع الحياة والتي تمنحه للمشاركة  مع حكومة اسرائيل، الوكالة اليهودية وصندوق جينسس – التي تلقتها من يد رئيس المحكمة العليا المتقاعد البروفيسور اهرون باراك. وبالفعل، مثل باراك، غينسبورغ هي الاخرى تمثل ايديولوجيا قضائية تقدمية تضع كقيمة عليا الحق في المساواة لكل انسان امام القانون، والتقدم بالقيم الاجتماعية من خلال تثبيتها في قرارات قضائية سابقة للمحكمة العليا. لقد جسدت غينسبورغ بالملموس بان العلاقة  بين الكفاح النسوي  وبين الكفاح من اجل المساواة الاجتماعية للاقليات في كل المجالات ضرورية.  

إن قيم حقوق الانسان بل ومجرد سلطة القانون وفرضها على مستوى منتخبي الجمهور  توجد الان تحت الهجوم، سواء في الولايات المتحدة أم في اسرائيل.  في كلتيهما يسعى زعماء شعبويون لتشويه قيم القضاء باسم طمعهم  للقوة السياسية المطلقة، بلا توازنات وكوابح. اسرائيل ملزمة بان تقف في وجه هذه الهجمات، فتعزز المحكمة وتجعل إرث غينسبورغ، إرث الليبرالية، الانسانية والمساواة، جزءا من هويتها الوطنية.

*******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى