ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – في الوقت الذي يحترق فيه البيت

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 18/1/2021

أجمل علماء “ناسا” (وكالة الفضاء الامريكية) ومنظمة البحوث الامريكية (كوبرنيكس) المعطيات في الاسبوع الماضي. وكما كان متوقعا، فان العام 2020 أيضا، مثل كل الاعوام التي سبقته صنف في قمة السنوات الاعلى حرارة منذ بدء القياس. ويتقاسم العام 2020 لقب “العام الاكثر حرارة” مع العام 2016. موجات الحرارة، القحط، الفيضانات، الاعاصير والطوفان كانت من نصيب البشرية في هذا العام ايضا. لا يوجد ما يدعونا للتفكير بان الوضع سيتحسن في الاعوام القادمة، بل العكس.

ثمة صعوبة في حقيقة أن عنوان “العام الاكثر حرارة” يتكرر في كل عام. اذا كان كل عام يكاد يكون اكثر حرارة من العام الذي سبقه، فماذا يعني الامر بالنسبة للمناخ الذي سيسود في الكرة الارضية بعد 20 أو 30 سنة؟ كيف ستكون الحياة في مثل هذا العالم؟

ان المعنى الحقيقي لهذا العنوان هو أن البشرية توجد في وضع طواريء. البيت يشتعل، وليس مجازيا. ويتسلل هذا الفهم ببطء في اوساط اصحاب  القرار في العالم. أحد القرارات الاولى للرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن كان تعيين جون كيري، من كبار السياسيين الامريكيين، وزيرا لشؤون المناخ. وتقوم خطة الانقاذ الاقتصادي للادارة الجديدة هي أيضا على أساس اعمال شاملة لتكييف الاقتصاد الامريكي مع عصر أزمة المناخ.

في اوروبا ايضا يفهمون بان أزمة الكورونا هي أزمة صغيرة مقارنة بأزمة منظومة المناخ العالمية. تكاد تكون كل دول العالم المتطور تعهدت بتخفيض حاد لانبعاث غازات الدفيئة في العقد القريب والتصفير التام للانبعاثات حتى العام 2050. كل ذلك اضافة الى خطط التكيف مع الحياة في عصر أزمة المناخ.

أما اسرائيل للاسف الشديد، فتنجر في الخلف. قبل شهر اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر المناخ في بريطانيا تصريحا غامضا وملتبسا جاء فيه ان “اسرائيل ملتزمة تماما بالانتقال من الوقود المترسبة الى الطاقة المتجددة حتى العام 2050”. ولم يتضمن الاعلان جدولا زمنيا أو تعهدا واضحا بكمية الانبعاث الذي سيخفض. في هذه اللحظة وحسب قرار الحكومة، تخطط اسرائيل لتوسيع انتاج الطاقة المتجددة في اقتصاد الكهرباء الى 30 في المئة حتى نهاية العقد – وهو معطى منخفض بشكل كبير عن المعطى في دول اخرى. ووضعت وزارة حماية البيئة على طاولة الحكومة مشروع قرار أبعد أثرا، بمعدل 85 في المئة تخفيض في الانبعاث حتى 2050 والتزامات اخرى للعام 2030، ولكن المشروع لم يبحث بعد، وبعض الوزارات الحكومية تعارضه.

لقد دخلت اسرائيل الى معركة انتخابات رابعة، وهذه المرة ايضا يكاد موضوع أزمة المناخ وتأثيره لا يكون حاضرا في حملات وبرامج الاحزاب. حان الوقت لان يدرس السياسيون في اسرائيل الموضوع ويقرروا العمل بسرعة وبتصميم لان البيت يشتعل حقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى