هآرتس – بقلم أسرة التحرير – فوضوي في بلفور

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 8/9/2020
استسلام بنيامين نتنياهو لرؤساء المدن الاصولية – الذين هددوا بعدم التعاون مع الحكومة اذا فرض اغلاق على مدنهم – وتراجعه عن النية لفرض اغلاق موضعي على عشر مدن، هو دليل آخر على فشله الذريع في ادارة أزمة الكورونا. كما أن هذا دليل قاطع على ان الدولة لا يمكنها أن تؤدي مهامها حين يكون يتولى منصب رئيس الوزراء متهم بالجنائي. بتسيبه وبعدم مسؤوليته يدهور نتنياهو اسرائيل الى الفوضى.
نتنياهو، ابناء عائلته والموالون لهم يحتقرون المتظاهرين ضد الحكومة ويدعونهم بالفوضويين. غير ان الفوضويين الحقيقيين هم شركاء نتنياهو الطبيعيون في حكومته السيئة. فممثلو الاصوليين يستغلون تعلق نتنياهو بتأييدهم كي يبتزوه. مثل نتنياهو، هم ايضا يعرفون بانه متعلق بتأييدهم لغرض بقائه السياسي ولغرض محاولته التالي للتملص من القانون.
ان التهديد بعدم تنفيذ قرارات الحكومة لو تجرأت هذه على اقرار التوصيات المهنية والموضوعية لمدير الكورونا، البروفيسور روني جمزو هو تمرد بكل معنى الكلمة. واستسلام نتنياهو لتهديداتهم على حساب مواطني اسرائيل يدل بان ليس نتنياهو وحده موضع الابتزاز، بل الدولة باسرها تحتجز رهينة لديه
لقد كان يمكن لنا أن نرى نتائج أزمة الثقة أمس عندما دعا رئيس اسرائيل بيتنا النائب افيغدور ليبرمان الى عدم اطاعة تعليمات الحكومة لمكافحة الكورونا، بسبب فشلها في ادارة الازمة. وردا على ضياع الثقة بالحكومة بعث نتنياهو برسالة الى يئير لبيد، ايمن عودة، ليبرمان ونفتالي بينين تحت عنوان “اضراركم بكفاح دولة اسرائيل ضد الكورونا وتشجيع الفوضى” في محاولة لاسقاط المسؤولية على الجميع باستثنائه هو نفسه وآسريه الاصوليين، اتهم المعارضة بـ “تصريحات عديمة المسؤولية تضعف، تقسم وتضر بوحدة الجمهور في مكافحة الكورونا”.
غير ان من يقسم ويضر بوحدة الجمهور هو نتنياهو نفسه الذي من اجل احتياجاته في البقاء والمصالح الضيقة لشركائه الاصوليين يقود اسرائيل الى اخفاق عام معيب. لقد كان العنوان على كل حائط ممكن. ومطالبة نتنياهو بترك الساحة السياسية الى أن يتضح وضعه القانوني اطلقتمنذ بداية التحقيقات، عبر نشر لائحة الشبهات وحتى رفع لائحة الاتهام وبدء محاكمته. أما نتنياهو نفسه فساهم بالصياغة الكاملة للمطالبة المفهومة من تلقاء ذاتها حين وجهها الى رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت: “يوجد تخوف… ان يتخذ القرارات على اساس المصلحة الشخصية لبقائه السياسي وليس وفقا للمصلحة الوطنية”.
دولة كاملة تشهد في هذه الايام المجنونة تحقق هذا التخوف. وفي ذروة وباء عالمي اسرائيل على حافة الفوضى. نتنياهو ملزم بالرحيل.



