ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –  صفر في الامن

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 13/11/2019

استيقظت دولة اسرائيل أمس على دقات ساعة الايقاظ لصافرة انذار حقيقي. فقبل اسبوع من انتهاء التكليف الذي صدر لرئيس أزرق أبيض بيني غانتس لتشكيل الحكومة، وقبل ساعات معدودة من تبادل المنصب في وزارة الدفاع، قاد رئيس الوزراء ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو عملية اغتيال ضد قائد اللواء الشمالي في الجهاد الاسلامي في قطاع غزة، وحسب التقارير ايضا محاولة تصفية في دمشق لمسؤول كبير في الجهاد الاسلامي، يبدو أنها فشلت. 

في المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه ايضا رئيس الاركان افيف كوخافي ورئيس الشاباك نداف ارغمان، قال نتنياهو: “تبين لنا انه يمكن أن نضرب القتلة بالحد الادنى من الضرر للابرياء. كل من يعتقد انه يمكن أن يضرب مواطنين ويفلت من يدنا الطويلة، مخطيء”. حتى لو تجاهلنا حقيقة ان في غزة صفيت مع بهاء ابو العطا زوجته، وفي دمشق صفي ابن الهدف، فان الامور الوحيدة التي “ثبتت” هي أن الضمانة الوحيدة لامن مواطني اسرائيل هي القبة الحديدية، وانه لا يوجد أي شيء مركز في الاحباطات المركزة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي، إذ انه تأتي بعدها هجمات صاروخية على اسرائيل وشلل جارف للدولة باسرها.

في الجيش الاسرائيلي افادوا بان الهجوم كان “جراحيا”، وهدأوا الجمهور بانه لا توجد نية للعودة الى “سياسة الاحباطات” وان هذا هو هجوم موضعي. ولكن ما هو بالضبط “الجراحي” في أن التعليم في كل مؤسسات التعليم في غوش دان وبلدات الجنوب الغي، ولا يقل عن مليون طفل لم يذهبوا الى المدارس، واضافة الى ذلك الغي التعليم في كلية تسفير في سديروت وفي جامعة تل أبيب؟ وما هو بالضبط “الموضعي” في الغاء يوم العمل لملايين الاسرائيليين، تشويش التجارة والمواصلات العامة في نصف دولة. اذا كان هكذا تؤثر عملية مركزة للجيش الاسرائيلي على دولة كاملة، فماذا سيحصل اذا ما وجدت اسرائيل نفسها لا سمح الله تتصدى لتحديات عسكرية اكثر تعقيدا؟ 

يطيب لنتنياهو أن يعرض نفسه كـ “سيد أمن”، ضحى بمبادراته السياسية على مذبح الامن، وانه في وعيه التاريخي المزعوم عرف كيف يكتفي بالابقاء على الوضع الراهن. هذا وهم تام: نتنياهو لم يبق الوضع القائم بل أبعد اسرائيل سواء عن السلام ام عن الامن، وجعل نار الصواريخ على اسرائيل جزء من سير الحياة – في الجنوب كل الوقت وفي الوسط بتواتر آخذ في الاتساع. والمسافة بين هذا الوضع والكارثة تسمى القبة الحديدية. 

في مثل هذه الاوضاع الطارئة فان الميل هو التمترس في داخل الوحدة الوطنية، وهذه المرة ايضا يمكن ترجمتها الى حكومة وحدة. ولكن سيكون هذا مجرد هروب من الواقع. فالوضع الامني المهزوز في  اسرائيل مسجل على اسم من يقف على رأسها منذ عشر سنوات متواصلة ولا يتراجع. لا سلام، لا أمل، لا سبب للارتباط بنتنياهو. يجب تغيير الحكم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى