ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير- روزا بارك

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير– 12/2/2021

مثل عائلات كثيرة تبحث هذه الايام عن ترفيهات بديلة في الهواء المفتوح في ظل أزمة الكورونا، فان لبنى عبدالهادي وابناء عائلتها هم ايضا ارادوا أن يعقدوا لانفسهم في السبت الماضي وجبة فطور مشتركة في حضن الطبيعة. ولكن هذه الرحلة العادية للجدة، الجد، الام، الاب والرضيعين الصغيرين في ارض عامة في منطقة قرية جبيا في الضفة، قرب البؤرة الاستيطانية “حفات تسفي” قطعها مستوطنون مسلحون، بدعوى أن المكان يعود لهم لان “هكذا كتب في التناخ”. ولم يكتفِ المعتدون بتهديدات لفظية، بل بدأوا يحملون امتعة الرضع ويسكبون المشروبات والطعام على النار.

حالات من هذه النوع ليست نادرة بقرب البؤر الاستيطانية في الغرب المتوحش للمناطق، ولكن هذه المرة لم يكن هؤلاء فلسطينيون من المناطق اعتاد الغزاة على التنمر عليهم بذرائع أمنية زائفة. الهادي وأبويها يسكنون في الناصرة، وقد شرحوا بالعبرية للمعتدين عليهم بانهم مواطنون اسرائيليون بالضبط مثلهم ومن حقهم أن يتناولوا طعامهم بهدوء في ارض عامة. المعتدون، الذين لم يتوقعوا تعقيدا كهذا، ردوا بمسرحية عنصرية معيبة: “انتم لستم اسرائيليين، أنتم عرب”، “صنعنا لكم معروفا اذ ابقيناكم”، وكذا – “عودوا الى الناصرة”.

ولكن العار الاكبر وقع عندما دعا المستوطنون الجيش لاخلاء ابناء العائلة. بدلا من أن يحمي الجنود المعتدى عليهم، وقد اعتادوا طرد الفلسطينيين بناء على أمر المستوطنين، طردوا العائلة، في ظل الاعلان عن المنطقة كـ “مغلقة”. وجاء من الجيش الاسرائيلي أن الحدث وسلوك الجنود سيتم التحقيق فيهما، ولكن المعتدين في الارض الحرام أحد ابدا لن يحقق معهم.

في 1955 رفضت النشيطة السوداء روزا باركس اخلاء كرسيها في باص لشخص أبيض واصبحت رمز المقاومة لسياسة الفصل العنصري. لبنى عبدالهادي، في رفضها الاستجابة لطلب المستوطنين، كشفت هذا الاسبوع امام العديد من الاسرائيليين السياسة العنصرية في المناطق. رغم انهم اجبروا في النهاية على المغادرة، فان اصرار العائلة على حقوقها، رغم الخوف والتخوف على الاطفال، هو عمل بطولة جدير بتقدير عميق. ليت هذا الفعل يفتح ولو قليلا من عيون مواطني اسرائيل ليروا ما يجري باسمهم كل يوم في المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى