ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – راهن على قيم الصهيونية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير13/1/2021

“أعمال شيلدون العظمى لتعزيز مكانة اسرائيل في الولايات المتحدة ولتعزيز العلاقة بين اسرائيل والشتات – ستذكر الى الاجيال”، هكذا أبن امس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرأسمالي اليهودي الامريكي شيلدون ادلسون الذي توفي عن عمر 87 سنة. بالفعل، تبرع أدلسون بسخاء لمشروع “تغليد”، الذي يعمل على توثيق صلة الشبان اليهود باسرائيل، مثلما تبرع لمستشفيات في اسرائيل، للبحوث الطبية وللاعمال الخيرية.

مال عائلة ادلسون اشترى للمركز الاكاديمي في مستوطنة ارئيل كلية طب، ولكن الى جانب اعماله الخيرية سيذكر ادلسون كمن استخدم النفوذ الذي كسبه ماله الكثير على منتخبي الجمهور في الولايات المتحدة، لغرض الدفع الى الامام بسياسة يمينية – كفاحية في البيت الابيض وفي الكونغرس.

لقد خرج دور ادلسون عن حدود الولايات المتحدة، اجتاز القارات وتسلل عميقا الى المجتمع الاسرائيلي، من خلال جريدة يومية أسسها هي “اسرائيل اليوم”. استثمر ادلسون وزوجته مريم فيها مئات ملايين الدولارات لنشر فكرهما في أوساط الجمهور الاسرائيلي. وقد وجد هذا تعبيره في اقوال مثل “لا بأس اذا لم تكن اسرائيل ديمقراطية”. وكذا “لا شيء كهذا يسمى شعب فلسطيني”. شكلت “اسرائيل اليوم” على مدى السنين رافعة لتعظيم اسم نتنياهو، حتى عندما استنكر الزوجان ادلسون جشع الهدايا لدى ابناء عائلة نتنياهو ونفر من محاولة نتنياهو الاتجار بعلاقاته الوثيقة مع اصحاب الجريدة في اتصالاته مع ناشر “يديعوت احرونوت” ارنون موزيس. بل انهما أدليا بشهادتيهما عن ذلك لدى الشرطة (ملف 2000).

قلة هم منتخبو الجمهور الاسرائيليين ممن يمكنهم ان ينافسوا ادلسون في ترك أثر على خطوات سياسية محملة بالمصائر في القناة الاسرائيلية – الامريكية بل وفي الشرق الاوسط. بماله اشترى ادلسون له موطيء قدم في مجموعات ضغط مثل ايباك، حثت اصحاب القرار والمشرعين الامريكيين على تنفيذ سياسة بروح اليمين المتطرف. يكفي أن نذكر الضغوط التي مارسها على الرئيس ترامب وعلى اعضاء في الكونغرس للانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران وتعكير صفو العلاقات مع الفلسطينيين من خلال نقل السفارة الامريكية الى القدس.

موت ادلسون، الى جانب اسقاط الرئيس ترامب هما فرصة مناسبة لمراجعة منظومة العلاقات في مثلث اسرائيل – يهود الولايات المتحدة – ادارة الولايات المتحدة والكونغرس. مع دخول ادارة جديدة الى البيت الابيض وانتصار الديمقراطيين في الانتخابات لمجلسي الكونغرس فان اسرائيل ملزمة بان تقطع الحبل السري الذي يربطها بالجناح المحافظ بالحزب الجمهوري. عليها أن تعيد بناء علاقاتها مع الحزب الديمقراطي ومع التيار المركزي في الجالية اليهودية التي تبتعداغلبيتها الساحقة في مواقفها من النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ومظالم الاحتلال عن المواقف التي مثلها ادلسون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى