ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – رئيس السلطة المتهربة

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 8/2/2021

لا حدود لتهكم رئيس الوزراء  بنيامين نتنياهو ومحرج كم متدنيا مستعدة عصبة الرخويات التي تحيطه ان تنزل من أجل تهريبه من القانون. فقد  تطوع لهذه المهمة الحقيرة أمس واحد هو رئيس الكنيست النائب يريف لفين. وقد دعا لفين لتأجيل مرحلة الادلة في محاكمة نتنياهو والتي يفترض أن تبدأ اليوم بسبب الانتخابات التي  ستجرى في اذار. هكذا هو الحال في اسرائيل نتنياهو: يد رئيس السلطة التشريعية تغسل  يد رئيس السلطة التنفيذية.

مثل باقي المتهمين في ملف 2000 – مالك بيزك وموقع “واللا” السابق شاؤول وايريس الوفيتش، وناشر “يديعوت احرونوت” نوني موزيس – فان المتهم نتنياهو ايضا يفترض أن يكون حاضرا في المداولات اليوم. المداولات، التي سيكونون جميعا مطالبين فيها ان يردوا على لوائح الاتهام ضدهم. ولكن نتنياهو ليس متهما متساويا مع الاخرين؛ من اللحظة الاولى التي فتح فيها التحقيق، حرص على أن يشكك بشرعية كل مرحلة في الطريق، حتى الوصول الى لائحة اتهام ضده وبدء محاكمته. لم يتردد نتنياهو في تفكيك وتشكيل حكومات، منع ميزانية دولة وعمل كل ما يمكنه من البقاء في الحكم والدفع الى الامام بتشريع او حصانة تهربه من القانون.

بعد أن كانت مرحلة الادلة في المحاكمة تأجلت من كانون الثاني الى شباط،  كما تأجل بدء المحاكمة من اذار الى ايار في اعقاب تفشي فيروس الكورونا، قال نتنياهو الاسبوع الماضي ان المحاكمة ضده ستجرى كما كان مقررا رغم الاغلاق، ولكنه لم يتعهد الا يحاول التملص من المحاكمة بوسائل اخرى.

وبالفعل: الاغلاق – خرج،  الانتخابات – دخلت. دون خجل ادعى النائب لفين امس بان على المحكمة ان تؤجل  مرحلة الادلة في المحاكمة الى ما بعد الانتخابات “منعا لتدخل فظ وغير مسبوق في الانتخابات”. في دولة جرت فيها أربع معارك انتخابات في غضون سنتين فان هذه هي ذريعة كاملة الاوصاف. واذا لم يؤخذ بالتأجيل، فسيكون ممكنا دوما محاولة استخدام ذريعة الكورونا مرة اخرى.

نتنياهو وعبيده الطائعون وجدوا حلا اصيلا للصعوبة المفهومة الكامنة في التواجد المتعذر لرئيس وزراء متهم بالجنائي وتضارب المصالح بين ادارة الدولة والامتثال للمحاكمة: بدلا من منع شخص كهذا من التنافس على رئاسة الوزراء، تشكيل  الحكومة او رئاستها، يطرحون ببساطة الغاء المحاكمة أو تأجيلها على الاقل. كيف لم يفكروا في هذا من قبل؟ شخص بريء يفترض به أن يرحب بالفرصة لاثبات براءته. غير ان نتنياهو يفر من القانون مثلما يهرب المجرم. اسرائيل كلها اصبحت رهينة المتهم في فراره. على القضاة أن يسدوا اذانهم عن مطالباته المرفوضة وان يديروا المحاكمة كما كان مقررا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى