ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – دور بايدن

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 20/1/2021

تستقبل الولايات المتحدة و العالم اليوم رئيسا أمريكيا يجلب معه أملا في الشفاء. فبعد أربع سنوات من حكم متقلب، تضمن مظاهر التحريض، الغش وسرقة العقل، والتي نشرها دونالد ترامب دون قيود – فان الامل في أن يرمم جو بايدن الحطام الذي خلفه وراءه الرئيس المنصرف يبدو واقعيا.  

ترامب، الذي زين قبعته بشعار “فلنعيد أمريكا الى عظمتها” فعل كل شيء كي يحقق العكس. أمريكا ترامب حققت أحد معدلات مرضى الكورونا الاكبر في العالم،  تدهورت علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي، دخلت في حرب تجارية مع الصين وقوتها في الشرق الاوسط تتبدد.

بقعة ضوء واحدة خلفها وراءه ترامب: التطبيع الذي ساهم في احلاله بين اسرائيل وأربع دول عربية. هذا انجاز هائل يبدو أنه كان سينتظر سنوات طويلة لمولده لو لم يتلقى دفعة واسنادا من ترامب. هذه هي طاولة العمل الذي خلفها ترامب لبايدن وهو سيحتاج لكل التمنيات والمساعدات التي يمكن أن يتلقاها كي ينظفها.

بينما يعد انتصار بايدن في معظم دول العالم مهب ريح من العقلانية والانسانية، بحكومة اسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو تتملكهما روح عجز وخوف. فبعد رئيس امريكي تبنى بحماسة كل نزوة لنتنياهو، قطع علاقاته مع الفلسطينيين، اعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل وبهضبة الجولان كأرضها السيادية، بل واعطى ضوء اخضر، او على الاقل أصفر متذبذب، لضم المناطق – يقف في رئاسة الولايات المتحدة رئيس يتبنى فكرا يرى في المستوطنات عائقا للسلام وخرقا للقانون الدولي، يؤمن بحل الدولتين ويعارض خرق حقوق الانسان.

وعليه فينبغي لتسلم بايدن مهام منصبه ان يفرح كل اسرائيلي محب للسلام، ذي فكر ليبرالي. ولكن على كل اسرائيلي، يساريا كان أم يمينيا، ان يعلم منذ الان بان التوقع بان تخرج أي ادارة امريكية عن اسرائيل الكستناء من النار – محكوم بخيبة الامل.

بايدن هو رئيس الولايات المتحدة وصديق اسرائيل، ولكنه لا ينتخب أو يشكل حكومات في اسرائيل. لم يعرض حتى الان سياسته بالنسبة للشرق الاوسط وبالاساس لم يعرض سياسته بالنسبة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. اذا كانت اسرائيل ترغب في معونته في دفع مسيرة السلام الى الامام – سيتعين عليها ان تثبت بداية بانها ناضجة لمثل هذه المعونة.

اختبارها سيكون في 23 اذار. وهي ستحسم فيه اذا كانت جديرة بحليف في البيت الابيض، يمكنه أن يساعدها على الخروج من المصيبة التي اودت بنفسها اليها – او ربما ستواصل السير في المنزلق السلس نحو ضياعها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى