ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – خطر الاغلاق الثاني

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 17/9/2020

غدا في الساعة 14:00، عشية رأس السنة تدخل دولة اسرائيل الى اغلاق ثانٍ. مع نحو 5 الاف مصاب في اليوم واكثر من 500 مريض خطير، فان الاغلاق الثاني هو نتيجة مباشرة لسياسة فاشلة لرئيس وزراء مشغول لدرجة أنه لا يكرس نفسه لـ “لحياة نفسها” لمواطني الدولة.

على مدى كل الازمة، اتخذ بنيامين نتنياهو والحكومة قرارات ما وتراجعوا عنها، بينما كانوا يبثون ويعيثون الفوضى. فأمس فقط تراجعت الحكومة عن قرار اتخذته قبل يومين من ذلك، وفي استفتاء هاتفي قررت اغلاق جهاز التعليم قبل يوم من بدء الاغلاق.وما أن فشلت المحاولة  لفرض قيود متفاوتة حتى أعلنت الحكومة عن الاغلاق. قائمة القيود فيه دينامية، وتبدو بنودها كاملاءات لسياسة صغيرة وخضوع لمجموعات ضغط.  هذا اغلاق عديم كل منطق داخلي، بلا خطة خروج مرتبة. والحكومة نفسها لا تؤمن بضروراته أو بنجاعته.  

رغم القلق المفهوم من جانب رجال وزارة الصحة من وتيرة الاصابة العالية بالمرض ثمة اسباب تدعو الى التخوف من الا يؤدي الاغلاق الى انخفاض حقيقي فيها. فأمس فقط قال نائب وزير الصحة يوآف كيش انه “لا يمكن توقع انخفاض ذي مغزى في الاصابة بالمرض”. وبالمقابل يمكن توقع انهيار الاقتصاد ونصف مليون عاطل عن العمل آخر. كل هذا اضافة الى تفاقم ظواهر مثل الاكتئاب، القلق بل وحتى محاولات الانتحار.

ان انعدام الوضوح بشأن نجاعة الاغلاق يضع في الشك مدى طاعة المواطنين للتعليمات ويطرح السؤال كم بعيدا ستكون الدولة مستعدة لان تسير في محاولتها لفرض الاغلاق في حالة عدم الطاعة. ان الطاعة للتعليمات التعسفية، فما بالك حين لا تكون منطقية (مسموح الغطس في المطهر، ولكن المحظور السباحة في البحر؛ مسموح التظاهر، ولكن محظور شراء الطعام من المطعم)، تستوجب الثقة الكاملة بالحكومة التي تفرضها. غير أن الحكومة فعلت كل شيء كي تمس بثقة الجمهور فيها.

كما أن ثقة الجمهور ترتبط بالنموذج السيء الذي يقدمه زعماء الجمهور. فرؤساء المدن الحمراء  تلتقط لهم الصور بلا كمامات في المناسبات الجماهيرية، وآخرون يسافرون الى أومان رغم معارضة مدير مشروع الكورونا.  ومساء أول أمس شاهد مواطنو اسرائيل رئيس الوزراء والوفد الاسرائيلي الى واشنطن يخرقون قواعد التباعد الاجتماعي والقواعد التي اتفق عليها مع الوفد الاسرائيلي. اضافة الى ذلك، عاد الوفد الى اسرائيل في مسار ملطف، يتضمن خمسة ايام حجر فقط.

تسير اسرائيل نحو اغلاق غير ناجع، من شأنه أن  يمس بها  شديد المساس، دون وعد بتغيير ايجابي في وضع الاصابة بالمرض، الذي يبرر خطوة متطرفة كهذه.  هذا فشل آخر في قائمة الفشل المتزايدة  لنتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى