ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير- حكومة يمينية حقيقية ..!!

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير- 17/10/2021

في شهرآب وقعت مثابة معجرة من ناحية الفلسطينيين: الادارة المدنية خرجت عن عادتها وأعلنت عن انها ستعترف بخمسين مبنى في قرية خربة زكريا – قرية فلسطينية صغيرة في الجانب الغربي من غوش عصيون. في هذه القرية، التي تقع في قلب سلسلة مستوطنات، يسكن نحو 350 نسمة، يعمل الكثيرون منهم في الزراعة في المستوطنات المجاورة، في فرع رامي ليفي في مفترق الغوش، في محطة الوقود المجاورة وحتى في مدرسة عصيون الدينية. بين سكان القرية والمستوطنين في المنطقة نشأت على مدى السنين علاقات ودية، بل وغطت وسائل الاعلام هذه العلاقات. 

وستتفاجأون: يتبين ان الود مع المستوطنين كان محدود الضمان. فقد استند الى الشرط بان يخدم الفلسطينيون المستوطنين وان يبقوا عديمي المكانة. عندما سمع الاصدقاء من المستوطنات عن قرار الادارة الاعتراف بقرية جيرانهم والمصادقة لهم باقامة بنى تحتية، هرعوا لاقناع وزارة الدفاع بالغاء الخطوة، بدعوى انها ستعرضهم للخطر وتقلص تواصل الاستيطان اليهودي.  

على الفور تطوع رجال الصندوق القومي لاسرائيل لمساعدة المستوطنين للاساءة لجيرانهم. سارعت مندوبة المنظمة، المحامية دينا ياهف مطالبة الادارة المدنية بأمر احترازي بحق الخطوة، بدعوى ان الارض تعود لهم. ولشدة العار وجد المستوطنون اذنا صاغية ايضا لدى وزير الدفاع بيني غانتس. فالكتاب الذي بعث به اليه 17 من اهالي المستوطنات واضراب موظفي الادارة فعلا فعلهما – النقاش الاول للخطة تأجل. قبل نحو اسبوعين، بعد ان ضغط المستوطنون على غانتس للمجيء في جولة لديهم، قرر اعادة النظر بخطة الاعتراف بالمباني.

وستتفاجأون مرة اخرى: في الوقت الذي يتوقف فيه الاعتراف حتى بقرية فلسطينية صغيرة، تعمل اسرائيل – من خلال وزارة الاسكان بالذات – على اقامة الاف الشقق لليهود خلف الخط الاخضر. ففي الاسبوع الماضي صادقت اللجنة المحلية في القدس على مصادرة اراضي في جفعات همتوس كما صادقت على ايداع خطة لتوسيع حي بسغات زئيف. 

هذا الاسبوع ستبدأ المداولات في الاعتراضات على اقامة المستوطنة الجديدة في منطقة E1، وبعد شهر ستطرح للمداولات خطة لاقامة حي يهودي ضخم في منطقة عطروت خلف الخط الأخضر. ويعد العمل على هذه المخططات الواسعة في القدس ومحيطها تشويشا تاما لاتفاقات أوسلو، وتنفيذها سيدفن نهائيا حل الدولتين.  

لئن كان غانتس خضع لضغط المستوطنين واوقف الاعتراف بقرية فلسطينية صغيرة، والى جانب ذلك تعمل حكومة التغيير على خطط بناء في القدس بعد 30 سنة، فانه يتبين انه لا توجد هنا حكومة “مهنية”، تبتعد عن قرارات ليست بالاجماع، بل حكومة يمين الضم التي تخدم مصالح المستوطنين. الأحزاب التي لا تؤمن بضم المناطق  وبتعميق تحول  إسرائيل الى أبرتهايد ملزمة بان توضح لبينيت بان ليس لهذه الحكومة تفويض  بذلك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى