هآرتس – بقلم أسرة التحرير – حكومة الازدواجية
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 30/11/2021
قرار الحكومة هذا الاسبوع إقرار تعيين عمير بيرتس رئيسا للصناعة الجوية رغم أن التعيين رفضته لجنة تعيين كبار الموظفين في الخدمة العامة (لجنة غيلئور)، هو دليل آخر على أن الوعد بالتغيير الذي اطلقه نفتالي بينيت ويئير لبيد كان وعدا عابثا. يتبين بان التغيير الوحيد هو في اسماء العائلة لاعضاء الحكومة. فالسياسة الجديدة تشبه على نحو عجيب السياسة القديمة.
في العام 2013 طرح لبيد – الذي كان في حينه وزير المالية – فكرة منتخب اعضاء مجلس الادارة بالضبط كي يمنع احتفالات توزيع الوظائف. “لا يوجد تعبير أدق عن السياسة الجديدة” كما غرد في حينه، “من قطع انبوب الاكسجين عن التعيينات السياسية”. وها هو، لم تنقضي عشر سنوات واذا بلبيد وشركائه في الحكومة يلقون بقرار اللجنة المهنية الى سلة المهملات ويقرون تعيين بيرتس. وذلك رغم ان اللجنة قضت بان مؤهلاته لا تفوق صلته السياسية بالوزراء المسؤولين (وزير الدفاع بني غانتس ووزير المالية افيغدور ليبرمان) فماذا تساوي لجنة تعيين كبار المسؤولين اذا ما اجرت الحكومة قصقصة لقراراتها؟.
المرة تلو الاخرى تنكشفحكومة التغيير كحكومة الازدواجية الاخلاقية. فقد عرض لبيد نفسه كجنرال الحرب ضد الوظائف السياسية وتعيين المقربين، فقط قبل بضعة اسابيع علم ان نسيبته، ايل ايل كيرن، عينت عضوا في مجلس ادارة الصندوق القومي. واستقالت النسيبة في اعقاب النقد، ولكن هذا لم يمنع لبيد من توجيه سهام النقد عن الفساد الى الحكومة السابقة. الرسالة واضحة: نحن لسنا هم. لا يهم ما نفعل، كم نتجاهل القوانين، المعايير والادارة السليمة – فان الفساد لن يصيبنا ابدا.
وعليه فمسموح للبيد وبينيت ان يثيبوا الوزير السابق أساف زمير على دوره في اسقاط الحكومة السابقة من خلال تعيينه قنصل اسرائيل في نيويورك، وتعيين زوج تمار زندبرغ اوري زكي، رئيسا لمركز هرتسل. لقد وقف المعارض لبيد بشدة ضد الحكومات السمينة. وتباهى يوجد مستقبل بتعهده بحكومة من 18 وزيرا. وها هو في الحكومة التي اقامها مع بينيت يوجد ما لا يقل عن 28 وزيرا. مذكور جيدا موقف لبيد القاطع ضد القانون النرويجي، عندما كان في المعارضة: في ظلمة الليل، كالسراقين، اجاز الائتلاف قانون الوظائف النرويجي… حكومة نتنياهو الخامسة تحطم كل الارقام القياسية في الانقطاع وانغلاق الحس”، قال في حينه. هذا لم يمنع حكومة التغيير من توسيع القانون. بدون ذرة خجل، تخفى لبيد في الزي الاجتماعي وعلل الخطوة بحجة ان هذه تسمح للناس من بلدات المحيط بالدخول الى الكنيست.
كفى للازدواجية الاخلاقية. هذه الحكومة لن تحظى بثقة الجمهور اذا لم يبدأ فمها وسلوكها بان يكونا متساويين.