هآرتس – بقلم أسرة التحرير – ثمن استسلام نتنياهو
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 2/10/2020
40 في المئة من المصابين بالكورونا هذا الاسبوع كانوا اصوليين، نحو ثلاثة اضعاف نصيبهم بين السكان. ويصل معدل الفحوصات الايجابية في اوساطهم منذ الان الى 26 في المئة. واحد من كل أربعة اصوليين يحتمل أن يكون يحمل الفيروس منذ الان. عدوى القطيع الجماعية هذه هي الان محرك نشر الوباء في اسرائيل. بقدر كبير، بسبب التفشي السريع في داخل المجتمع الاصولي دخلت اسرائيل كلها الى اغلاق متشدد لا يعرف متى ينتهي.
محظور اتهام الاصوليين فقط. فنمط حياتهم يجعل من الصعب جدا وقف الوباء: عائلات كثيرة الاولاد تسكن في شقق مكتظة، تعلم مشترك لعشرات الالاف من شبان المدارس الدينية في شروط المدرسة الداخلية، الصلوات الجماعية. وهم يحتاجون الى مساعدة كبيرة للتصدي للتهديد الصحي. ولا يزال، قسم كبير من الاصابة الزائدة تنبع من خيارهم الا يطيعوا التعليمات والا يخرجوا عن نمط حياتهم الجماعي كي يوقفوا الوباء. لقد اصر الاصوليون ويصرون على مواصلة عادات العيد – صلوات جماعية، فرحة بيت الجذب وفرحة التوراة – رغم أنه واضح ان هذه عادات خطيرة جدا في هذا الوقت. كما اصروا ويصرون على مواصلة التعليم في المدارس الدينية التي تحولت عمليا لتصبح بؤر كورونا. الكثيرون منهم لا يحافظون على التباعد الاجتماعي، يطيعون تعليمات الحاخامين وليس تعليمات الدولة، هكذا كان في عرس حفيد الادمور من بعلاز، والحفل الذي اجراه الحاخام من فيزنتش.
هذا السلوك السائب هو نتيجة استسلام طويل السنين من جانب حكومات اسرائيل التي تركت عمليا المجتمع الاصولي يدار كدولة في داخل دولة. وجعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الاستسلام التاريخي استراتيجية سياسية، تضمن بقاءه في الحكم. لقد خرب نتنياهو عمليا وقف الوباء حين استسلم لرؤساء السلطات الاصولية ورفع الاغلاق عن المدن الحمراء، وكذا في الميل الذي قاده للمساومة مع الاصوليين على المخطط موضع الخلاف المتعلق بمواصلة التعليم في المدارس الدينية.
ليس لنتنياهو قدرة سياسية او اخلاقية للوقوف في وجه الاصوليين، حتى عندما يكلف هذا التسيب حياة الانسان. هذا جانب آخر في فشله الكارثي في معالجة ازمة الكورونا، وسبب آخر لماذا هو ليس مناسبا لان يكون رئيس وزراء.