ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –  بالفعل، حالة طواريء

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 18/11/2019

في محاولة اللحظة الاخيرة للتخريب على قدرة رئيس أزرق أبيض  بيني غانتس تشكيل حكومة، قبل لحظة من موعد انتهاء مفعول التكليف الذي اعطي له، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “محادثات طواريء” مع وزراء ونواب في الليكود. 

في الحديث تهجم نتنياهو على غانتس لنيته تشكيل حكومة اقلية بدعم الاحزاب العربية. وبأفضل التقاليد السلطوية المهزوزة لديه، حرض نتنياهو ضد النواب العرب. “نحن امام حالة طواريء لم يشهد لها مثيل في تاريخ دولة اسرائيل”، حذر رئيس الوزراء من ائتلاف مع احزاب انتخبت بشكل ديمقراطي وتمثل 20 في المئة من مواطني الدولة، وكأن الحديث يدور عن غرض مشبوه في باص. “الانتخابات هي مصيبة، ولكن اقامة حكومة متعلقة بالاحزاب العربية هي مصيبة اكبر”، قال واضاف: “هذا خطر تاريخي على أمن اسرائيل. هذا مس خطير بامن اسرائيل”.

من الصعب التقليل من خطورة اقوال نتنياهو، الذي بحكم منصبه يفترض أن يخدم كل مواطني اسرائيل، بمن فيهم العرب. يتوجه نتنياهو للقاسم المشتركة الادنى، يثير الجمهور اليهودي ضد الجمهور العربي ويهيج المجتمع. “علينا ان نحذر من هذا الخطر. علينا أن نعمل معا والتحذير من هذا”، دعا نتنياهو، وكأن الحديث يدور عن عدو. بل ولاحقا افترى فريات عابثة على التمثيل العربي: “هذه حكومة ستكون متعلقة بداعمي الجهاد الاسلامي وحماس. هذه صفعة لجنود الجيش الاسرائيلي يوجهها ثلاثة رؤساء اركان سابقون. محظور أن تقوم مثل هذه الحكومة حتى ولا لساعة واحدة”.

عقد أمس “اجتماع طواريء لمعسكر اليمين” – حدث ما كان ليخجل منظمات الكراهية المتطرفة – ادعى فيه مرة اخرى بان النواب العرب يريدون ابادة الدولة وانه اذا قامت حكومة اقلية “سيحتفلون في طهران، في رام الله وفي غزة. مثلما يحتفلون بعد كل عملية”. 

هذا الرجل، الذي سيعمد التاريخ الى ذكر  الضرر الذي الحقه بالنسيج الاجتماعي في اسرائيل، يجب ان يستبدل بقيادة سوية. قيادة يكون واضح لها ان مهمتها هي الاحسان للمجتمع، لا أن تعديه بنية مبيتة بمرض كراهية خبيث.

ان الجواب المناسب على سياسة البيبيين للتحرض الوطني، الذين كلما مرت السنون وسعوا فقط تحريضهم، هي تشكيل حكومة مع القائمة المشتركة، او بدعمها، رغم أنف من يسعى لجعل مواطني الدولة العرب اعداءا. ينبغي الامل في ان يتوفر ما يكفي من النواب النزيهين ممن سيؤيدون مثل هذا الخطوة فيرتبطوا معا ليضعوا حدا نتنياهو المفعم بالكراهية.

في أمر واحد محق نتنياهو: اسرائيل بالفعل توجد في حالة طواريء – على رأسها يقف محرض وطني، يفكك المجتمع فقط كي يواصل ترسيخ حكمه. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى