هآرتس – بقلم أسرة التحرير – اهمال فتاك

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 17/11/2019
ثمانية أبناء عائلة واحدة، بينهم خمسة اطفال وفتيان قتلوا يوم الخميس ليلا في غارة للجيش الاسرائيلي في جنوب قطاع غزة. وبعد موتهم تبين بان المبنى الذي كانوا فيه كان فيه الثمانية كان في “بنك اهداف” غير محدث لدى الجيش، وقد هوجم دون ان يفحص في الزمن الحقيقي وجود مواطنين في النطاق. ولاحقا تم تبرير القصف من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بالعربية بان هدف الهجوم كان قائد وحدة الصواريخ للجهاد الاسلامي في وسط القطاع. والادعاء، الذي استند الى شائعات في الشبكات الاجتماعية، تبين لاحقا بانه مغلوط.
قبل بضع ساعات من مقتل الثمانية وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست بكامل هيئتها للمشاركة في بحث حول التصعيد في الجنوب في اعقاب تصفية قائد اللواء الشمالي للجهاد الاسلامي، بهاء ابو العطا وزوجته، وتلوى في تعريف جرائم الحرب: في جذر موضوع قوانين الحرب، ما هو المبدأ المركزي الذي يعرف جرائم الحرب في ميثاق جنيف: من جهة يوجد جيش، جنود، ومن جهة اخرى يوجد مواطنون. يمكن عبور هذا الخط بالخطأ، ولكن محظور عمل ذلك عن قصد. هم يضربون عن قصد مبيت وبمنهاجية للمواطنين – هذه جريمة حرب”.
لا خلاف في حقيقة أن الاصابة بنية مبيتة هي جريمة حرب. ولكن ماذا بشأن الاهمال الاجرامي الذي نهايته قتل ثمانية اشخاص أبرياء؟ وماذا شأن محاولة الطمس المعيب ممن هو مؤتمن على تقديم معلومات مصداقة من جانب الجيش للجمهور؟ وهل بسبب حقيقة ان القتال ليس أمرا نقيا ينبغي الاكتفاء بعبارة “بالخطأ” لاجل المرور مرور الكرام على مصيبة بمثل هذا الحجم؟
باي قدر كان اهماليا الفحص الاستخباري يمكن أن نفهمه من اقوال جار العائلة، الذي روى بان ابناء العائلة سكنوا “في هذه المنطقة منذ اكثر من عشرين سنة. وهم معروفون كاناس بسطاء سكنوا في اكواخ وارتزقوا برعاية الاغنام وبعض المزروعات”.
حتى لو خرجنا من نقطة افتراض بان الجيش الاسرائيلي غير معني بالمس بالابرياء، فان حقيقة أن مواطنين فلسطينيين غير مشاركين يقتلوا على نحو اعتيادي في اعمال الجيش الاسرائيلي تدل على أن الجيش لا يزال يستخف بحياة الناس وهو يسمح لنفسه بمدى مرونة اكبر مما ينبغي في ما يسميه “الضرر العرضي”. ضرر نهايته ثمانية قتلى ليس عرضيا على الاطلاق، بل العكس هو الصحيح.
عن المصيبة في دير البلح لا يجب المرور مرور الكرام. مطلوب تحقيق جدي ومعمق للحدث، تقوم به محافل خارجية وغير متحيزة. في نهايته يجب القاء كامل المسؤولية على المشاركين في سلسلة الاخفاقات التي أدت الى هذا القتل الزائد، مثلما عن محاولة الطمس التي رافقته ايضا.