هآرتس – بقلم أسرة التحرير – الى البيت الان

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 22/11/2019
أمس وقع أمر في اسرائيل. المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، قرر رفع ثلاث لوائح اتهام ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: في ملف 4000 بمخالفة الرشوة، الغش وخرقة الامانة، في ملفي 1000 و 2000 بمخالفات الغش وخرق الامانة. وعد نتنياهو الجمهور بانه “لن يكون شيء لانه لا يوجد شيء”. تبين هو ايضا، كباقي وعوده، كوعد عابث.
ان الاقوال السليمة التي قالها نتنياهو في عهد رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، حين كان هذا تحت التحقيق، يجدر أن يقال اليوم مرة اخرى، هذه المرة لنتنياهو: “رئيس وزراء غارق حتى الرقبة في التحقيقات، ليس له تفويض أخلاقي وجماهيري لان يقرر امورا على هذا القدر من المصيرية لدولة اسرائيل”.
لكن نتنياهو لا ينصت لاي شخص، ولا حتى لنفسه. من توقع من رئيس وزراء اسرائيل ان يبدي قدرا أدنى من الرسمية، تعرض مرة اخرى لانعدام المسؤولية التام من جانبه. لقد اثبت نتنياهو بان اسرائيل لا تقف في رأس اهتماماته، بل لا تشكل الا وسيلة لمواصلة حكمه. وقد أوضح أمس بان قرار مندلبليت ليس سجل النهاية لحكمه بل طلقة اولى في صراع وحشي وهدام اكثر من اي صراع آخر – ضد المستشار القانوني، النيابة والشرطة. لقد استخدام نتنياهو كل الذخيرة اللفظية التي تبقت لديه، مثابة علي وعلى اعدائي يا رب. “محاولة انقلاب قضائية”، “حياكة ملفات”، “انفاذ انتقائي”، “عملية تحقيقات ملوثة”، هي فقط بضعة نماذج من خطابه عديم اللجام والذي ختمه ايضا بالمطالبة بـ “التحقيق مع المحققين”.
رئيس وزراء تحت لائحة اتهام – تغطية واسعة: “هآرتس” تشرح: كيف يمكن لنتنياهو أن يستخدم الحصانة ومتى تبدأ المحاكمة؟ دولة اسرائيل ضد بنيامين نتنياهو: لائحة الاتهام الكاملة – الملف الاخطر: هكذا ولد الاتهام بالرشوة في ملف 4000 – ملف 2000: رئيس الوزراء متهم بالغش وخرق الامانة حين تباحث في صفقة مع موزيس – ملف 1000: رئيس الورزاء متهم بتلقي خيارات متاع بقيمة مئات الاف الشواكل – موزيس والزوجان الوفيتش سيقدمان الى المحاكمة بمخالفة الرشوة – المحادثات، التحقيقات والشهادات: سبع لحظات اساسية في ملفات نتنياهو – تحقيق “هآرتس”: هكذا عمل موقع “واللا” في خدمة رئيس الوزراء نتنياهو وعقيلته – من بار أون – حبرون وحتى “واللا” – بيزك: كل قضايا نتنياهو.
مع ان القانون الجاف يسمح لرئيس الوزراء بمواصلة مهام منصبه حتى قرا قضائي بات، ولكن اذا كان ثمة شيء ما اثبته نتنياهو في ولايته الاخيرة، وأمس في خطابه بقوة أكبر، فهو انه غير قادر على أن يخوض معركة قضائية على براءته بالتوازي مع ادارة شؤون الدولة. ففي الخيار بين مصلحة الدولة ومصلحة نتنياهو الشخصية اختار دوما مصلحته. منذ بدء التحقيقات ضده وحتى مساء امس تصرف كمجرم مثل كل المجرمين، ينفي التهمة وينفلت على الشرطة وجهاز القانون. منذ سنتين وكل اجهزة الحكم تتعرض لهجوم غير مسبوق. يجب وضع حد لحملة التدمير التي يشنها رئيس وزراء اسرائيل ضد دولة اسرائيل. نتنياهو ملزم بان يذهب الى بيته. الان.