ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –   المراقبون يأتون

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –  17/2/2021

الإذن الذي منحه مكتب المستشار القانوني للحكومة لوزير التعليم يوآف غالنت بالتدخل في برنامج التعليم للكتب المقدسة “التناخ” ونزع قصص “اليهود يأتون” منه ينبغي أن يعد كدليل آخر على ازمة الديمقراطية التي تعيشها اسرائيل.

الكتاب الذي بعث به يوم الاحد المحامي اوري شلوماي من وزارة العدل الى جمعية حقوق المواطن هو ذروة مغسلة الكلمات. فهو يوضح بان غالنت “لم يقرر بان قصص المنهاج مرفوضة” بل فقط انه يجب نزعها من موقع تعليم الكتب المقدسة. ولكن كيف يمكن وصف تدخل غالنت الفظ في مضامين التعليم، وقرار نزع مواد من الموقع في اعقاب توجه من محافل اليمين ان لم يكن شطب لهذه القصص؟

اوضح لاحقا بان قرار غالنت “لم ينبع” من رفضه لهذا المنتج الابداعي أو ذاك” بل فقط من “التخوف من المس بمشاعر الجمهور جراء ادراج قصص من منهاج يتماثل بعمومه مع اتجاه فيه ما يمس بمشاعر اجزاء من الجمهور الاسرائيلي”. في وزارة العدل يعتقدون على ما  يبدو بان الجمهور غبي. اذا كانوا لم يشطبوا القصص ولم يشطبوا المبدعين فمن شطبوا بالضبط؟ كيف يمكن ان نفهم بخلاف ذلك قرار شطب مضامين معينة لانها تندرج في “مضامين تتماثل بعمومها مع اتجاه يوجد فيه ما يمكن أن يمس…؟”.

 واضح ببساطة: منظومة تعليمية لوزارة التعليم شطبت بسبب الاراء السياسية لمنتجي “اليهود قادمون”. فالبرنامج، بعمومه، يتماثل مع اتجاه “اليسار” وبالتالي مجرد اندراجها فيه، فان القصص مرفوضة. هكذا تعرض وزارة العدل موقفا معاكسا لموقف محكمة العدل العليا التي قضت بان شطب عمل ابداعي لا يكون مبررا الا اذا كانت تمس بالمشاعر مسا متطرفا وجسيما.

يدور الحديث عن انجاز آخر في قائمة الانجازات المشكوك فيها التي حققها المراقب بتكليف من ذاته في خدمة شرطة الافكار اليمينية، شاي غليك. فالضغط الذي يمارسه هو واعضاء مركز الليكود ونواب بن شاس ادى في آب الى ازالة القصص من موقع وزارة التعليم، ولاقى الامر الان التسويغ من وزارة العدل.

ليس مهما كم يحاولون نفي الدافع السياسي خلف الشطب، فان هذا كم واضح للافواه. وختم التسويغ المعيب الذي منحته له وزارة العدل سيسهل على التدخل السياسي في المستقبل في مضامين التعليم وكفيل بان يشجع على شطب ابداعات ما ليس لجوهرها بل لجوهر مبدعيها، وفقا لانتمائهم السياسي.

في اعقاب قرار غالنت اعلن عدد من معلمي الكتب المقدسة في كتاب علني لوزارة التعليم بانهم سيواصلون تعليم القصص. وهذا رد ديمقراطي مناسب وينبغي تشجيع مزيد من المعلمين لتبنيه. ان السبيل الوحيد لمكافحة محاولات الاسكات اليمينية هو الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى