هآرتس – بقلم أسرة التحرير – العيش في القمامة

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 22/1/2021
“السكان الذين يضاعفون أنفسهم ولا يلقون جوابا لاحتياجاتهم في البنى التحتية – هو خطر حقيقي لنشوب وضع تلقى فيه القمامة الى الشوارع وتفيض فيه المجاري وتتدفق في الطرقات. نحن لا نريد أن نكون هناك”. هكذا حذرت المديرة العامة لمديرية التخطيط، دليت زلبر هذا الاسبوع. وجاءت اقوالها في بحث عني بالفوارق الشاسعة بين شبكات المجاري، المياه، الكهرباء والنفايات اليوم في متروبول تل أبيب ومدن الوسط وبين اهداف الخطة الاستراتيجية للبنى التحتية الهندسية التي هدفها الايفاء بمستلزمات النمو السكاني المتوقع بمقدار 3.6 مليون نسمة في نحو مليون شقة في العشرين سنة القريبة القادمة.
اعادت أقوال زلبر الى الوعي مشاهد الشتاء السابق، الذي قضى فيه نحبهما ستاف هراري ودين شوشاني، البالغاين 25 سنة من عمرهما، واللذين علقا في مصعد غمرته المياه جنوب تل أبيب. بعد سنة من ذلك تكرر الفيضانات نفسها في رعنانا، في هود هشارون، في رمات أفيف وفي نهاريا أيضا. هذا ليس مفاجئا: فقد سرعت اسرائيل في السنوات الاخيرة وتيرة التخطيط كي تستجيب للارتفاع المرتقب في لواء تل أبيب ولواء الوسط، ولكن قلة من الوزارات الحكومية تعنى بتنسيق مخططات بعيدة المدى، تضمن للناس أن يكونوا قادرين حقا السكن في الشقق المخطط لها.
لقد كشف عمل مديرية التخطيط النقاب عن ان البنى التحتية لن تتمكن من ضمان جودة معيشة بالحد الادنى للسكان الذين سيضافون الى رمات هشارون، بيت تكفا، رمات غان وجفعتايم. وكذا في تل أبيب – يافا، بني براك، هرتسيليا، نتانيا، كفار سابا، اور يهودا ورحوبوت تنتظرها مشاكل عسيرة في كل ما يتعلق بشبكات الصرف. ليس صدفة أن رئيس بلدية هرتسيليا، موشيه فيلدلون “يهدد” منذ سنتين بانه لن يستوعب سكانا جدد.
تعمل الوزارات والشركات الحكومية بشكل منقطع الواحدة عن الاخرى وعن منظومة التخطيط. فمثلا نجد أن مصالح المياه والمجاري، المسؤولة عن شبكة المجاري البلدية، تتبع سلطة المياه التي كانت تحت ولاية وزير الطاقة وانتقلت الى صلاحيات الوزير المؤتمن على مقدرات المياه، ولكنها عمليا تطيع السلطات المحلية، التي من جهتها تتبع وزير الداخلية.
ان الوزارات الحكومة ملزمة بان تعمل معا، بمساعدة هيئة شاملة منضبطة، لازالة العوائق، للتخطيط والتنفيذ السريعين والمحسوبين للاستجابة لمتطلبات البنى التحتية. والا فان السكان سيعانون من بنى تحتية مهزوزة غير قادرة على أن تفي الحد الادنى من المتطلبات.