ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – التهاب رئة خضراء

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 10/11/2021

منطقة جنوب غليلوت التي تقع على اطراف تل ابيب تستجيب على نحو شبه كامل لتعريف الرئة الخضراء. فيها مجال مفتوح، غني بالنباتات والحيوانات، ومواقع تراث زراعية وثقافية، توفر امكانيات الاستجمام والترفيه للسكان الذين يسكنون في الجوار ولكثيرين آخرين. 

غير أن احتمالات بقاء هذه الرئة في المستقبل،  او على الاقل اجزاء هامة منها قلت جدا بعد قرار اللجنة الوزارية للشؤون الداخلية، الخدمات، التخطيط وترخيص البناء. فقد قررت اللجنة اول أمس الاعلان عن المنطقة كمجال وطني مفضل للسكن. والمعنى هو ان يودع تخطيط المنطقة في ايدي اللجنة القطرية للتخطيط والبناء للمجالات المفضلة للسكن. هذه اللجنة هي مؤسسة تخطيطية محددة الهدف، ترمي لان توفر للدولة احتياطات كبرى من الاراضي المخصصة للبناء. وعلى خلفية ازمة السكن لا جدال في أن هذه مهمة وطنية هامة. ولكن لا يمكن قطع مكان سكن الانسان عن المحيط. فالمنفعة التي في الرئات الخضراء هي عنصر هام وحيوي للوجود البشري ولوجود عالم غني من  النبات والحيوان، جدير بالحماية بحد ذاته. 

تثبت التجربة بان هذه لجنة تخطيط، بحكم تعريفها، والمهمة التي وضعت لها، لا تعطي الوزن المناسب الذي ينبغي اعطاؤه لاعتبارات بيئية. وصلاحياتها تفوق صلاحيات باقي مؤسسات التخطيط ومعظم المخططات الهيكلية. ومن الصعب حتى متعذر الاستئناف على قراراتها وتغييرها. وهي ملزمة بان تعمل وفقا لجدول زمني سريع كي توفر اكبر قدر ممكن من الاحتياطات من الاراضي للبناء. 

تنضم منطقة غليلوت الى قائمة متسعة من الرئات الخضراء التي تهدد المخططات ولجنة التخطيط القطريةلافنائها. ومخططات البناء التي تتحمل هذه اللجنة المسؤولية عنها تتضمن مسا باروقة بيئية هامة في منطقة كفار سابا وبنيامينا. خطة اخرى تهدد مناطق مفتوحة توجد شرقي مدينة رحوفوت. في مناطق اخرى تجتاح الخطط ولجنة التخطيط الى عمق  الاراضي الزراعية التي لها ايضا دور هام في خلق جودة حياة في هوامش المناطق المدينيةلاسرائيل.

اسرائيل بحاجة الى توازن سليم بين احتياجات البناء والسكن وبين حماية البيئة، ولا سيما في عصر تصبح فيه مكتظة وعرضة لمخاطر ازمة المناخ. وعليه فيجب توجيه عمل لجان التخطيط اساسا الى تكثيف وضم المدن والبلدات القائمة. على هذه اللجان ان تكون ذات تشكيلة متوازنة وفكر تخطيطي يعكس جملة المصالح، واليوم من يستجيب اكثر لهذه المطالب هي اللجان اللوائية والمجلس القطري للتخطيط والبناء.  ينبغي ان تتقلص قدر الامكان نشاطات لجان ذات صلاحيات عليا تقصر الطريق الى مستقبل بيئي بشع.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى