ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – الان تذكرتم؟

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 16/3/2021

“من كانوا يقفون في الخارج تناولوا الالعاب النارية، ادخلوها الى قنينة زجاج والقوها لتتفجر في باب المنزل”. هكذا شهد نشطاء من حزب “امل جديد” ممن شاركوا في ندوة اعتدى عليها مؤيدو بنيامين نتنياهو في منتهى السبت في القرية الزراعية عزاريا. “ابنتي، التي كانت هناك، اصيبت بالصدمة. فهي طفلة ابنة ست سنوات وسألتني، لماذا يتصرف بيبي نتنياهو هكذا”.

وكما يفترض الامر، شجب جدعون ساعر الحادثة وأسماها “اطلالة لما ينتظرنا كدولة اذا بقي نتنياهو رئيس الوزراء”. غير أنه غريب بعض الشيء الحديث عن هذا العنف في لغة المستقبل، وكأنه لم يبدأ الا الان وكأن ساعر وحزبه هم ضحاياه الاوائل. فمنذ وقت غير بعيد كان يمكن للسؤال البريء “لماذا يتصرف بيبي نتنياهو هكذا”، ان يوجه بذات القدر الى ساعر نفسه.

ساعر، زئيف الكين وشيران هسكيل يتذوقون الدواء العنيف الذي كانوا هم أنفسهم شهودا على اعداده في سنواتهم الطويلة تحت قيادة نتنياهو في الليكود. صحيح أن ساعر بداية ولاحقا الكين وهسكيل انسحبوا من الليكود، ضمن امور اخرى بسبب نفورهم من طريق التحريض والعنف.

غير أنه من الصعب الا يشعر المرء بقدر لا بأس به بالازدواجية الاخلاقية التي في الصدمة التي يشعرون بها في ضوء البيضة التي القي بها على نشيطهم في الندوة. لا يمكن الا نسأل اين كانوا عندما عملت الات التحريض المزيتة ضد العرب، اليساريين، طالبي اللجوء، منظمات حقوق الانسان (“بتسيلم”، “نحطم الصمت”)، وسائل الاعلام، المفتش العام للشرطة، المستشار القانوني للحكومة وموظفين آخرين في جهاز القضاء؟ أين كانوا عندما اعتدى مؤيدو نتنياهو على المتظاهرين في بلفور؟ .

حسب متابعة “هآرتس”، فانه منذ بداية الاحتجاج لم ترفع الا تسع لوائح اتهام على اعتداءات على المتظاهرين رغم أنه وقعت في المظاهرات عشرات احداث العنف، والتي وثق الكثير منها. يثور السؤال لماذا صمتوا في كل الاشهر التي هاجم فيها مؤيدون من حزبهم المتظاهرين؟ كيف لم يصدموا حين كان يرش الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين على اساس اسبوعي؟

والان فان ساعر هو الذي يحتج على صمت نتنياهو. فقد قال: “لم اسمع حتى هذه اللحظة اي شجب او تنكر من نتنياهو”. وتفضل نتنياهو امس بطيبته بشجب الاعتداء على نشطاء أمل جديد، اذا كان يمكن أن نسمي قوله العمومي والمتحفظ شجبا.

ثمة اهمية لئلا يكون ساعر، الكين وهسكيل مستعدين لاعطاء يد للتحريض والتشجيع على العنف من جانب نتنياهو، ولهذا فقد انسحبوا واقاموا بيتا سياسيا جديدا. ولكن ما يحصل في الايام الاخيرة بما في ذلك الشريط المسجل الذي وزع أمس ضدهم وضد نفتالي بينيت في الشبكات الاجتماعية والذي يستهدفهم كخونة، يشكل درسا هاما: من يصمت حين يوجه العنف تجاه الاخرين، نهايته ان يوجه العنف نحوه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى