هآرتس – بقلم أسرة التحرير – اعلان العجز

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 24/7/2020
منذ بدأت التحقيقات ضده، وبقوة اكبر، منذ أن قرر المستشار القانوني للحكومة تقديمه الى المحاكمة، يمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدولة اسرائيل رهينة، في فراره من القانون.
حددت المحكمة المركزية في القدس هذا الاسبوع موعد بدء مرحلة الاثباتات في محاكمة نتنياهو في كانون الثاني القريب القادم. كما حددت أن تبحث المحكمة في القضية ثلاثة ايام في الاسبوع. وكان نتنياهو أول من استنتج من طلب الاعلان عن عجزه هو مسـألة وقت فقط – إذ أن الجدول الزمني القانوني هذا لا يستوي مع ادارة الدولة، فما بالك في ساعة الازمة – وكزعيم عديم المسؤولية او الخطوط الحمراء قام بالامر الوحيد الذي يتميز به: بدأ بالاستعدادات لجر اسرائيل الى الانتخابات.
بعد أن فرض على الدولة ثلاث حملات انتخابات هدامة، عمقت العجز واضعفت الثقة بالساحة السياسية؛ بعد أن أقنع الجمهور بضرورة الوحدة الوطنية؛ بعد ان تبجح بتقويم منحنى المرض، أعلن عن العودة الى الحياة الطبيعية وترك المواطنين عرضة للموجة الثانية؛ بعد أن أهمل معالجة الكورونا وكرس وقته للهذيانات عن الضم؛ بعد أن وظف معظم جهده في اضعاف شركائه السياسيين والهجوم على الجهاز القضائي؛ بعد أن عمد الى ترتيب امتيازات ضريبية لنفسه على حساب الدولة ومواطنيها، وعندها، لاجل “اصلاح” الانطباع السيء، قرر توزيع بدل صمت سياسي للجمهور؛ بعد أن سجل في اسرائيل نحو مليون عاطل عن العمل والاحتجاج الاقتصادي ينال الزخم من يوم الى يوم؛ بعد كل هذا، يبدو نتنياهو مصمما على الا يجيز ميزانية الدولة للعام 2020، فيخلق فوضى سياسية اخرى نهايتها الانتخابات. ليس بسبب قصوراته لا سمح الله بل فقط كي يتملص من الطلب العادل للاعلان عن العجز.
ان المتهم بالجنائي لا يمكنه ان يتولى منصب رئيس الوزراء. صحيحة الامور بقوة اكبر في الايام التي تكون فيها ثقة الجمهور حيوية للتصدي لوباء صحي واقتصادي بحجوم تاريخية. فما بالك ان نتنياهو يثبت المرة تلو الاخرى انه بالاختيار بينه وبين الدولة، فانه أبدا سيختار نفسه.
ان الامر الاخير الوحيد الذي يمكن عمله في هذه المرحلة لهز الدولة مرة اخرى، هو اخراج نتنياهو الى حالة العجز، ويفضل مبكرا على أن يكون متأخرا.



