ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – استفزاز في العيسوية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 11/11/2019

مرت نصف سنة منذ بدأت شرطة القدس حملة انفاذ متصاعدة في العيسوية. وكانت اهداف الحملة زيادة الأمن وتعزيز السيادة الاسرائيلية في الحي. اما اليوم فيمكن القول بيقين بان الحملة فشلت. رغم القتيل وعشرات الجرحى، الاف الغرامات، مئات الاعتقالات، الاف الرصاصات المطاطية، قنابل الغاز والصوت، يبدو ان العنف في العيسوية يزداد فقط والسيادة تصبح قشرة فارغة من استخدام القوة ليس الا. كل مساء تدخل الى هناك قوات غفيرة ومحصنة، تشوش سير حياة السكان والتعليم وتمارس العقاب الجماعي. في بيان الشرطة امس قيل ان الاعمال أدت الى “انخفاض كبير في كمية احداث الاعمال المعادية، بما في ذلك رشق الزجاجات الحارقة والحجارة نحو المواطنين في المحاور الرئيس وفي اطراف القرية”. ولكن في الاشهر التي سبقت بدء الحملة وحتى اليوم لم تكن احداث رشق حجارة أو زجاجات حارقة خارج العيسوية؛ فقد اتجه العنف نحو افراد الشرطة العاملين فيها. 

في الاشهر الاخيرة طلب ممثلو الحي المرة تلو الاخرى التوصل الى توافقات مع الشرطة لاحلال الهدوء واعادة النظام الى نصابه، وفي كل مرة كانت الشرطة تردهم خائبين او مهانين. في الاسبوع الماضي بلغت الامور الذروة. بعد اعتقال فتى في منطقة المدرسة الثانوية شرع الاهالي باضراب عن التعليم. وبعد ذلك ايام واعتقال مهين لاثنين من اعضاء لجنة الاهالي، توصلت اللجنة، مدراء المدارس والشرطة الى اتفاق يؤدي الى انهاء الاضراب. وأقر الاتفاق ايضا بفتح مجموعة واتس اب للمدراء وللشرطة وبموجبه لا يعمل شرطة الوحدة الخاصة “يسم” قرب المدرسة في اثناء الدخول الى التعليم والخروج منه. 

بعد أقل من 24 ساعة خرقت الشرطة الاتفاقات بشكل فظ، وانتشر عشرات افراد الشرطة بالذات على ابواب المدارس. وخرج كل ضباط الشرطة من مجموعة الواتس اب المشتركة. يبدو أن احدا ما في قيادة الشرطة قرر ليس فقط خرق الاتفاق وتعهدات الضباط الكبار بل وايضا اهانة الجهات المعتدلة في العيسوية. في منتهى السبت نشبت هناك مرة اخرى مواجهات قاسية في نهايتها احصي 15 جريحا، بينهم شرطي ورضيع ابن ثمانية اشهر اصيب بتنشق الدخان، ومرة اخرى نشرت أشرطة توثق العنف القاسي من جانب افراد الشرطة. 

في ضوء الفشل، العنف وخرق التعهدات بفظاظة مطلوب من رجالات قيادة الدولة ان يأخذوا المسؤولية. القائم باعمال المفتش، اللواء موتي كوهن، وزير الامن الداخلي جلعاد اردان، رئيس الشاباك نداف ارغمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ملزمون بان يدعوا الى النظام قائد شرطة القدس، اللواء اورون يديد ويأمروه بوقف الحملة والعودة الى مفاوضات نزيهة ومحترمة مع سكان العيسوية. كل سلوك آخر من شأنه ان يؤدي الى سفك دماء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى