ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – إشارة تحذير سوداء

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 21/2/2021

اطلع الجمهور الاسرائيلي الاسبوع الماضي على النتائج القاسية لانفلات النفط الى البحر، ورأى المشاهد البشعة لقراقع البحر المغطاة بالمادة الملوثة والتي اضطرت الى أن تجتاز علاجا طارئا لانقاذها. ثمة تخوف شديد من اضرار بعيدة المدى في منطقة الشاطيء الصخري، الغني بانواع من الكائنات الحية وذات الاهمية الكبيرة للطبيعة. توجد احتمالية عالية أن تكون هذه موبئة مصدرها خارج الحدود البحرية لاسرائيل. ومع ذلك يجب أن تشكل اشارة تحذير للمخاطر التي في استخدام الوقود بما في ذلك ما يجري داخل نطاق الدولة.

تواصل وزارة الطاقة إقرار المخططات للتنقيب عن النفط على مقربة من الشواطيء بما في ذلك التنقيب والانتاج للنفط في المنطقة القريبة من شاطيء بلماحيم، واحد من تلك التي تضررت بالتلوث.

وتخطط شركة “كاتسا” (خط عسقلان – ايلات) لتوسيع نشاط نقل النفط المرتبط بمينائي عسقلان وايلات. كل هذا يزيد الخطر بوقوع خلل من شأنه أن يكون بحجر اكبر من الحدث الاخير. في مثل هذه الحالة ستكون النتيجة دمار المنظومة البيئية، ضرر شديد في شواطيء الاستحمام وتهديد لبنى تحتية حيوية، وعلى رأسها منشآت التحلية المتعلقة بتوريد المياه النقية من البحر. اذا كانت أزمة المناخ لم تقنع الحكومة حتى الان، فلعل الاضرار الشديدة في الايام الاخيرة تحملها الى الاستنتاج بانه من المجدي ان يتقلص قدر الامكان الاستخدام للوقود الملوثة، وبالتأكيد عدم توسيعه.

ان الدرس المركزي الثاني الذي ينبغي استخلاصه يتعلق بالتصدر للتلوث في حالة عدم القدرة على منعه، مثلما في حالة انفلات النفط بكميات كبيرة مصدرها خارج نطاق المياه السيادية. ثمة غير قليل من التوقعات من وزارة حماية البيئة في أن تكون متحفزة وجاهزة لكل حدث. ولكن كي تكون جاهزة فانها تحتاج لان تتلقى الوسائل المناسبة. لقد أقرت الحكومة قبل 12 سنة خطة وطنية لمعالجة تلوثات الوقود والزيت ولكن الخطة لا تنفذ الا بشكل جزئي للغاية، والوزارة تعاني من نقص عضال في الملاكات، في السفن، في محطات منع تلوث البحر. هذه مشكلة منظوماتية تتعلق باضافة صلاحيات ومجالات عمل لوزارة يفترض بها ان تكون ذات قدرة تنفيذية، ولكن دون اسناد مناسب بالعتاد والقوى البشرية.

في السنوات الاخيرة وضعت اسرائيل سياسة وطنية لتخطيط المجال البحري. كما نجحت في تطوير حقوق الغاز التي في البحر في نطاق حدودها، وجعلها مقدرا اقتصاديا هاما. ان البحر وشواطئه عرضة لخطر تلوث دائم، مثلما اثبت الزفت المنثور الان في شواطيء اسرائيل. وعليه فينبغي تعميق وتطوير الجاهزية لمعالجة الاثار السلبية لاستغلال البحر في داخل نطاقات اسرائيل وخلفها أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى