ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير –  أنا اعلن بذلك

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 3/12/2019

يعمل وزير الدفاع نفتالي بينيت كمن يؤمن بان تعيينه لم يكن اكثر من بادرة طيبة ائتلافية فارغة لاغراض سد الثغرة في “تجمع اليمين”، التي هددت للحظة استراتيجية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتثبيت حكمه. بالوتيرة التي يطلق فيها التصريحات في الاسابيع الثلاثة التي تولى فيها المنصب، حتى الانتخابات التالية سيقصف طهران، او على الاقل سيعلن عن ذلك. 

بعد ان اعلن عن تشديد سياسة الرد في غزة وفي سوريا، وحدد هدفا طموحا –ازالة التواجد العسكري الايراني من سوريا؛ بعد أن اوقف اعادة جثامين المخربين للفلسطينيين، وتخفى في زي محرر الشعب الايراني حين دعا خبراء حواسيب من اسرائيل للمساعدة في خلق ربط بديل للانترنت للجمهور الايراني، بدل ذاك الذي اغلقه النظام في الاضطرابات، تفرغ بينيت اول أمس للعمل على اجراءات التخطيط والبناء للمستوطنين في نطاق سوق الجملة في الخليل. 

بعد أكثر من عقدين من الهذيانات اليمينية الاستيطانية عن بسط “تواصل اقليمي من الحرم الابراهيمي الى حي ابونا ابراهيم”، استغل بينيت دقائقه الخمسة في وزارة الدفاع كي يتجاهل خلافا يعود الى سنين فيمنح الاذن بالخطوة التخطيطية المنشودة. كل هذا وكأنه ليس وزير دفاع في حكومة تصريف اعمال، تعمل عمليا بلا كنيست، في الوقت الذي تعيش فيه اسرائيل مأزقا سلطويا ليس واضحا اذا ما وكيف ستخرج منه. 

في الجيش الاسرائيلي يتحفظون من خطوات بينيت، التي تعتبر كدفع الى الامام بفظاظة لمصالح المستوطنين. ولكن لماذا يوقفه هذا ويوقف احلامه في الضم؟ لماذا يمنع وضع الطواريء السلطوي زعيم المستوطنين من أن يقرر بناء على رأيه الخاص بان مباني السوق التي تعود الى بلدية الخليل، ولكنها شاهرة منذ  25 سنة، ستهدم، وبدلا منها تبنى دكاكين جديدة وفوقها 70 وحدة سكن لليهود؟ ولماذا لا يعمل ببطاقة اليانصيب التي ادخلته الى وزارة الدفاع على اخضاع الوضع الراهن في الحرم الابراهيمي وادخال مصعد وصول للمقعدين فيه؟

هذه الخطوة ستستغرق على اي حال زمنا طويلا وستثير اعتراضات كثيرة. فما بالك ان المستوطنين – من خلال الجيش والحكومة الاسرائيلية – مسوا منذ الان بالنشاط التجاري في سوق الخليل حين احاطوا المنطقة باحياء يهودية. هكذا هو الحال في ا لخليل: احتياجات 800 مستوطن تشل وتمس بالحياة الطبيعية لربع مليون فلسطيني. 

ومع ذلك، فان اعلانات بينيت الذي جعل وزارة الدفاع مقر حملة للانتخابات التالية، تشكل مدخل اطلال الى كل ما تحلم به حكومة “التجمع” لليمين والمستوطنين. حين يكون الشريك هو رئيس وزراء قابل للابتزاز يتاجر بذخائر الامن وبمستقبل الدولة للاحتياجات الائتلافية، فان هذه الاحلام من شأنها ان تصبح واقعا كابوسيا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى