ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – أزمة دامية ..!

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 30/8/2021

قائمة ضحايا العنف المعربد في المجتمع العربي تطول. الاخير في القائمة هو مقيم من الرملة، “معروف للشرطة”، عثر على جثته في سيارة محروقة مع علامات اطلاق نار قرب المقعد المحزم. سبق هذا الحدث جريمة قتل في كفر قاسم، جريمة قتل في تل شيفع، جريمة قتل في اللد وغيرها وغيرها. 

يفيد الحدث في اللد بان  الابرياء ايضا يدفعون ثمن العنف. أنس، وحواح ابن الـ 18 كان تلميذا متميزا، أنهى تعليمه قبل شهرين، تطوع في نجمة داود الحمراء وحلم بدراسة الهندسة. قتل باطلاق النار عليه بسبب نزاع دموي طويل بين ابناء عائلته وعائلة اخرى في اللد.

القائمة الدامية لضحايا العنف هي دليل على فشل الشرطة. ففي بداية الشهر فقط اقيم قسم جديد كل غايته احباط الجريمة في المجتمع العربي. قسم كان ينبغي أن يقام قبل سنوات، حين تبين بان الشرطة غير قادرة على التصدي للكمية الهائلة للاسلحة غير القانونية التي توجد  في البلدات العربية. وحتى وزير الامن الداخلي عومر بارليف اعترف بان مواطنين عاديين يحوزون سلاحا غير قانوني كي يدافعوا عن أنفسهم. هذا دليل صارخ على فشل الشرطة في وظيفتها لتوفير الامن الاكثر اساسية: الامن الشخصي للمواطنين.

عمليا، فقدت الشرطة السيطرة على الوضع.  فقدان السيطرة ادى الى فقدان الردع، وهكذا ينتقل محققو الشرطة من ساحة جريمة الى ساحة جريمة اخرى. احداث الماضي غير البعيد تهمل ومعدل القضايا التي يحل لغزها متدنٍ. يفهم المجرمون بان احتمال الامساك بهم متدنٍ وان المنظومة غير قادرة على منعهم من استخدام السلاح، المتوفر لكل من يطلبه. معدلات حل لغز القضايا المتدنية تؤدي ايضا الى فقدان ثقة الجمهور بالشرطة مما يؤدي الى انعدام التعاون معها. فالكثيرون في المجتمع العربي يفضلون الدفاع عن انفسهم في ظل اخذ القانون في ايديهم. هذا دليل على فوضى مطلقة: لا توجد شرطة، لا يوجد قانون ولا يوجد نظام. 

ينبغي الامل في أن تفهم الشرطة بان هذه مشكلة وطنية وان وقف العنف في المجتمع العربي هو مهمة اولى في سموها. كما أن لزعماء الجمهور العربي – في الكنيست، في المدن وفي البلدات – يوجد دور حرج: عليهم ان يعودوا ويطلبوا من المواطنين العرب التوقف عن استخدام الوسائل القتالية.

 وفوق كل هذا ملقى على الحكومة الواجب لادارة صراع عنيد وبلا هوادة من اجل امن الجمهور العربي. هذا الامن يرتبط ايضا بالقلق على المستقبل الاقتصادي للشباب في المجتمع العربي والذين حسب معطيات الشرطة نحو 40 في المئة منهم عاطلين عن العمل. الطريق من البطالة والفقر الى عالم الجريمة قصير. بدون قطع هذه الدائرة، فان الدائرة الدموية ستتسع فقط.                                                             

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى