ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  – أدلشتاين أخطأ في الاتجاه

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  – 2/12/2019

بعد عشرة ايام، اذا لم تطرح الكنيست مرشحا عنها يتلقى التكليف لمحاولة تشكيل حكومة، فانها ستحل وسيعلن عن انتخابات. في ضوء ساعة الرمل النافذة استؤنفت امس الاتصالات بين الليكود وأزرق أبيض لتشكيل حكومة وحدة، مثلما ثارت ايضا صرخات نجدة تدعو زعماء الحزبين لمنع انتخابات ثالثة بكل ثمن، لكسر كلمتهم للناخبين ولتشكيل حكومة وحدة.

“اسرائيل توجد في ذروة وضع طواريء سلطوي قد يؤدي الى انهيار اقتصادي واجتماعي”، هتفبما يدعو الى الشفقة رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، واقترح مخططا لوحدة وطنية من جهته، وبموجبه يترأس نتنياهو الحكومة لبضعة اشهر وبعدها يخلي مكانه لغانتس. خير فعل أزرق أبيض إذ رفض المخطط. أدلشتاين محق في تشخيصه بان اسرائيل توجد في وضع طواريء سلطوي، غير أن العلاج الذي يقترحه يتجاهل أن السبب الاساس لـ “وضع الطواريء” اياه هو نتنياهو  نفسه. فكيف يمكن انقاذ اسرائيل من خلال تكبيلها بذات الرجل الذي جلبها الى أزمة سلطوية منذ البداية؟

ان اصرار أزرق أبيض على عدم الجلوس مع نتنياهو ليس فقط موضوعا “فنيا” للايفاء بتعهده للناخبين. فالسياسة هي، على حد تعبير الكليشيه، فن الممكن، وواضح للجميع أنه لا يكون أحيانا مفر غير تلطيف حدة المواقف. غير أن هنا يدور الحديث  عن موضوع جوهري للغاية: لشدة الغثيان، فان لوائح الاتهام ا لمعلقة ضد نتنياهو هي لا شيء مقارنة بالافعال التي قام بها، وتلك التي خطط لفعلها، في محاولة للافلات من القانون. ضمن امور اخرى، تضمنت هذه الافعال سن قوانين استهدفت خطة احتياجاته، الارتباط بالكهانيين وتأييد فقرة التغلب التي ستخصي قوة السلطة القضائية في شطب قوانين غير دستورية تسنها الكنيست وتشوش بذلك منظومة التوازنات والكوابح الديمقراطية الاسرائيلية. 

ان دعوات نتنياهو الانفعالية لوحدة سياسية لا تدل على ترميمه الاخلاقي بل فقط على الدرك الاسفل الذي توجد فيه قوته السياسية. وحتى في ضعفه لم يتوقف عن عادته المشينة في التحريض واثارة الشقاق، والفصل واشعال إوار الكراهية ضد كل من يعتبره يقف في طريق عودته الى الحكم. 

“هذه لحظة الحقيقة في السياسة الاسرائيلية”، قال ادلشتاين، “هذه هي اللحظة للاختيار بين الزعامة والجبن”. وفي هذا ايضا هو محق. بالفعل، ليس هذا هو الزمن للجبناء أمثاله وأمثال رفاقه، ممن يواصلون تأييد رجل ليس مناسبا لمواصلة قيادة اسرائيل. هذه هي اللحظة للاشارة الى نتنياهو: حتى هنا. حتى بثمن انتخابات اخرى. وعليه، فخير فعل قادة أزرق أبيض إذ تمسكوا بتعهداتهم بعدم الارتباط بنتنياهو، وينبغي الامل في أن يواظبوا  على ذلك والا يستسلموا للتلاعبات العاطفية الرخيصة لعملاء نتنياهو كائنا من كانوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى