ترجمات عبرية

هآرتس: بعد التهديد بحل الكنيست، إسرائيل خرجت الى الحرب وهي غير مستعدة 

هآرتس 17/6/2025، شلومي الدار: بعد التهديد بحل الكنيست، إسرائيل خرجت الى الحرب وهي غير مستعدة 

 عند اعلان الحرب على ايران اعلن رئيس الأركان ايال زمير في بيان دراماتيكي بأننا نوجد في “فصل في المعركة على وجودنا وأن الجيش الإسرائيلي قام بشن هجوم، معركة تاريخية لا مثيل لها”. ولكن بعد هذه الاقوال الكبيرة أضاف جملة واحدة يجب نقشها في الذاكرة، وربما قض مضاجع الإسرائيليين الذين لا ينامون أصلا، وهي “أنا أؤكد لكم بان جيش الدفاع الإسرائيلي لا يتصرف الا انطلاقا من الضرورة الملحة، الموضوعية والأمنية. وأن جميع القرارات يتم اتخاذها بجدية”.

كل إسرائيل كانت في حالة نشوة، والغطرسة كانت في الذروة، حيث أنه خلال بضع ساعات قصف سلاح الجو في ضربة افتتاحية مبهرة القيادة العسكرية في طهران، والشعور الذي زرعه المستوى السياسي والمستوى الأمني هو أنه يوجد لدى الجيش الإسرائيلي حل عسكري يمكنه تصفية المشروع النووي الإيراني، أو على الأقل انزال ضربة شديدة لما حذر منه نتنياهو اكثر من عقدين. ستمر فقط 24 ساعة على اطلاق الصواريخ القاتلة الأولى على إسرائيل، وستتبين بعض الحقائق المقلقة، التي ليس رئيس الأركان أو وزير الدفاع يسرائيل كاتس أو رئيس الحكومة اهتموا بكشفها بشكل صريح لمواطني إسرائيل، الذين ما زالوا يحملون على ظهرهم العبء المؤلم، وهو الثكل والفقدان والخوف.

1- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يقف بشكل كامل وراء إسرائيل. هو ربما لم يعبر عن معارضته لشن الحرب، لكنه لم يضمن لنتنياهو مشاركة فاعلة فيها. بدون هذا التعهد فان إسرائيل خرجت الى مغامرة عديمة المسؤولية، التي من غير الواضح الى أين ستؤدي بها، وأي ثمن ستدفعه مقابل المهمة التي لا تضمن في افضل الحالات تصفية المشروع النووي الإيراني، وفي أسوأ الحالات ستخلق طموح كبير من اجل تسريعه.

2- لا توجد لإسرائيل القدرة العسكرية لتدمير منشأة تخصيب اليورانيوم الأكثر أهمية في المشروع. من اجل مهاجمة وتدمير الحصن الضخم الذي قام الإيرانيون ببنائه في فوردو بعمق 100 متر تقريبا على قمة الجبل فانه مطلوب قنبلة تخترق الحصون من نوع جي.بي.يو57. سواء جو بايدن أو ترامب رفضا تزويد إسرائيل بهذه القنبلة التي تسمى “أم القنابل الاختراقية”، التي وزنها لا يقل عن 13 طن. وحتى لو كانت لدى إسرائيل القنبلة المامولة فانها بحاجة الى الطائرة القتالية، “الطائرة المتملصة ب2″، من اجل ان تحمل هذا الوزن من السلاح الكاسر للتوازن، ومن اجل الدقة في إدخاله والتملص بسرعة من الارتداد الضخم.

عشية اتخاذ القرار الحاسم بشأن شن الحرب عبر رئيس الأركان عن التحفظ من طريقة اتخاذ القرارات في الكابنت السياسي الأمني، لكنه اضطر في نهاية المطاف الى التساوق مع ذلك. حسب تقرير في القناة 13 في يوم الخميس، عشية الهجوم، عارض بشدة في النقاشات المغلقة، وصمم على الحصول على وعد بدعم الولايات المتحدة، حيث ان إسرائيل لا يمكنها العمل لوحدها. هل هذا التسريب كان متعمد من اجل ان يسجل في البروتوكول بأن زمير عبر عن التحفظ. تصعب معرفة ذلك بشكل مؤكد، لكن هناك امر واحد مؤكد وهو ان ترامب اعطى فقط ربع تأكيد على صيغة “لن نمنعكم من العمل، وبعد ذلك سنرى”. مع ذلك، الكابنت السياسي الأمني، وللدقة نتنياهو، امر الجيش والموساد (الذي حسب التقارير هو أيضا عمل داخل طهران) بشن الحرب “على باب الله”. نحن سنتدبر أمرنا وفي النهاية ستأتي المساعدة المامولة.

3- حسب تقرير ليارون ابراهام في “اخبار 12″، الذي لم يتم نفيه، فان تقدير الكابنت السياسي الأمني الذي صادق على الهجوم الذي كان معروف مسبقا بانه لن يدمر الهدف الذي من اجل يشن الجيش الإسرائيلي الحرب، هو ان الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستتكبد 800 – 4000 قتيل. في جولات القتال الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله فان الجبهة الداخلية الإسرائيلية شعرت أنه توجد لها حماية على صورة “القبة الحديدية”، ومؤخرا منظومة حماية إقليمية بارتفاع عال، منظومة ثائد الامريكية. لا أحد قام باعداده لحقيقة أنه لمنظومات الاعتراض الإسرائيلية ومنظومة ثائد لا توجد القدرة العملياتية على أن تمنع بالكامل الإصابة السيئة للصواريخ البالستية الضخمة التي بوزن طن والتي ستطلقها ايران ردا على الضربة الإسرائيلية.

سيكون هناك من سيقولون انه يجدر التضحية ببضعة آلاف الأشخاص من اجل الأجيال القادمة. هل يجدر هذا أيضا عندما يكون الهدف مشكوك فيه بشكل كبير؟ هل يمكن تصديق رئيس الأركان بأن شن الحرب التاريخية، أو على الأقل توقيتها، لا تشوبه أي اعتبارات غير موضوعية؟ لماذا نتنياهو لم ينتظر ولم يستخدم ما يتقنه من الدهاء والصبر والتلاعب من اجل تجنيد ترامب لهذه المهمة التاريخية. فهو نجح بالفعل في إقناعه بوقف المفاوضات حول الاتفاق النووي الذي صاغه براك أوباما (النتيجة معروفة)؟.

الم يكن بالإمكان الانتظار ومحاولة تجنيد تحالف دولي، يشمل دول أخرى برئاسة الولايات المتحدة؟ ترامب كان يمكن أن يحب فكرة أنه يعمل من اجل إحلال السلام العالمي، وأنه ذاهب الى معركة لتدمير مفاعل نووي في دولة شيعية متعصبة تستخف بكل العالم. لا يجب ان يكون المرء استراتيجي عسكري لمعرفة ان احتمالية تدمير التهديد الإيراني كانت ستكون مضمونة في حينه، والتهديد على إسرائيل بالصواريخ البالستية كان سيكون بالحد الأدنى.

الوقت لعب هنا دور مهم، دور يحدد الفرق بين النجاح المؤكد وبين الفشل في تحقيق المهمة – بدون أن يتم القيام بمحاولة أخرى لاقناع ترامب باعطاء قدر ضئيل آخر من الضمانة قبل أمر الطيارين بالاقلاع. ولكن هذا لم يحدث. وفجأة النغمة تغيرت. الآن لم يعودوا يتحدثون عن ساعة الرمل التي تنفد، بل فجأة برز ادعاء آخر وهو أنه اذا لم نهاجم الآن فانه سيكون لدى ايران 8 آلاف صاروخ بالستي، قال نتنياهو في فيلم فيديو نشره. إسرائيل قامت بشن الحرب التي ربما تكون مبررة، لكن بدون ان تكون مستعدة لها، وذلك في نهاية أسبوع نجحت فيه حكومة نتنياهو في البقاء فقط بعد ان توسل رئيس الحكومة لمن يهددون بحل الكنيست باظهار الصبر، لأنه يقف على الاجندة موضوع امني له تداعيات تاريخية. العلاقة بين توقيت الهجوم والصراع على البقاء لحكومة نتنياهو كشفها علنا المتحدث بلسان رئيس الحكومة عومر دوستري، الذي قال في مقابلة مع راديو “صوت حي”: “نحن كنا نعرف عن الهجوم القريب، وهذا كان جزء مهم في جهود منع حل الكنيست. أنا مسرور لأننا نجحنا في ذلك”.

في ظل عدم القدرة على تدمير التهديد النووي فان الجيش الإسرائيلي، بتعليمات من المستوى السياسي، ينفذ ما يعرف تنفيذه منذ بضعة عقود في الحرب امام حماس وحزب الله، وبنفس الاستراتيجية المعروفة، تصفية شخصيات عسكرية رفيعة، المس بالبنى التحتية، بث الخوف والذعر، وبعد ذلك كلما تفاقمت المعركة، وفقا لرد ايران، استمرار ضرب البنى التحتية الوطنية من اجل اخضاع العدو وتركيعه. ولكن من اجل التوصل الى هذه النتيجة، التي مشكوك فيه ان تكون ممكنة مع آيات الله الذين وعيهم مختلف عن عالم مفاهيمنا (انظروا حالة حماس)، فان الجبهة الداخلية الاسرائيلية كما يبدو ستضطر الى دفع الثمن الباهظ الذي تم وضعه على طاولة الكابنت. ربما ان نتنياهو والوزراء الذين تخلوا حتى الان عن المخطوفين في غزة، ياملون ان يوافق ترامب، إزاء الثمن الدموي الذي تدفعه إسرائيل وشدة الدمار التي تشاهد على الشاشات، على القدوم لانقاذنا من انفسنا.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى