ترجمات عبرية

هآرتس: بسبب الاعتبارات الشخصية والسياسية، بقينا بدون رئيس شباك دائم

هآرتس – سامي بيرتس – 11/6/2025 بسبب الاعتبارات الشخصية والسياسية، بقينا بدون رئيس شباك دائم

رئيس الشباك رونين بار يمكن ان ينهي منصبه في يوم الاحد القادم، الامر الذي سيحدث بدون ان يقوم باطلاع وريثه على عمل الجهاز – وليكن ما يكون. هذا سيبقي الجهاز الحاسم مع قائم بالاعمال (كما يبدو احد نواب بار) في فترة حساسة وصعبة. هذه هي نتيجة السلوك الفضائحي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي قاد عملية الاطاحة ببار رغم تضارب المصالح الشديد الذي يوجد فيه في اعقاب التحقيق مع رجاله في قضية “بيلد” و”قطر غيت”. 

لقد اظهر تقلب محرج في محاولة تعيين الجنرال احتياط ايلي شربيط، وهو القرار الذي قام بالغاءه خلال يوم، واظهر التسرع في قرار تعيين الجنرال دافيد زيني بعد محادثة قصيرة في السيارة في معسكر تساليم، مستخف بتوجيهات المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا التي طلبت منه انتظار التعليمات حول كيفية ادارة العملية. 

المستشارة القانونية للحكومة منعت نتنياهو من تعيين رئيس الشباك القادم وطلبت منه نقل صلاحياته لوزير آخر، ايضا قررت بان العملية سيتم تنفيذها تحت رقابتها من اجل التاكد من ان تضارب المصالح لنتنياهو لا يتسرب الى عملية التعيين ويلوثها. وقد عملت طبقا لقرار المحكمة العليا الذي نص على ان اقالة بار تمت من خلال عملية غير سليمة وفي ظل تضارب مصالح خطير لدى نتنياهو.

حتى الان نتنياهو لم يعلن من هو الوزير الذي سيدفع قدما بهذه العملية. فهو لا يريد اعطاء قوة للمستشارة القانونية، ويبدو انه يفضل قائم بالاعمال في رئاسة الشباك على الخضوع للمستشارة القانونية، التي يحاول اقالتها. لكن هذا ايضا يحتاج الى مصادقة المستشارة القانونية للحكومة.

بشكل ما هذا الامر يخدم، سواء نتنياهو الذي دائما يفضل القائم بالاعمال الضعيف، أو رونين بار الذي يفضل تولي احد نوابه رئاسة الشباك. ولكن المصلحة الامنية العليا هي تعيين دائم لشخص مناسب من اجل تقليل الاخطار التي تنطوي على تحويل منصب رسمي هام، الذي يمثل ايضا احد حراس العتبة، الى خادم امين لرئيس الحكومة.

هذا ليس سلوك سليم لرئيس الحكومة الذي يتفاخر بحمل لقب – لن يحظى بذلك بسبب مسؤوليته عن الفشل الاكبر في تاريخ الدولة – ” حارس امن اسرائيل”. هو ايضا يحظى بلقب “اكبر من يستخدمون امن اسرائيل لاهداف سياسية”. تقريبا كل خطوة له هي دليل على ذلك. في محاولة لمنع تاييد الاحزاب الحريدية لمشروع قانون حل الكنيست، استل في هذا الاسبوع نتنياهو الخدعة القديمة وهي “الوضع الامني”. قبل يومين من النقاشات في الكنيست فجأة توجد لنتنياهو محادثة مهمة ودراماتيكية مع الرئيس الامريكي حول ايران، ويتم نشر تلميحات عن تقدم المفاوضات مع حماس حول صفقة المخطوفين. ونتنياهو يوضح في محادثات شخصية مع اعضاء كنيست حريديين بأننا “في فترة دراماتيكية، توجد تحديات استثنائية على الطاولة. هذا هو الوقت المناسب الذي لن يتكرر” – لذلك، حسب رأيه محظور حل الحكومة.

الاساس الوقائعي صحيح. الفترة هي حقا دراماتيكية ولم يتم حل أي جبهة، بالاساس لان نتنياهو وشركاءه في اليمين المتطرف لا يهتمون بانهاء الحرب في غزة. مسالة ايران تتدحرج منذ عقدين وقد تمت مصادرتها من يد نتنياهو منذ دخول ترامب الى البيت الابيض. ولكن اذا كانت الفترة دراماتيكية والتحديات استثنائية فقد كان يتوقع منه ادارة عملية سليمة لاستبدال رئيس الشباك. ولكن كل ما حصلنا عليه منه في هذه القصة هو تضارب مصالح شديد وخطير واعتبارات سياسية وشخصية لوثت كل العملية، وايضا بقينا بدون رئيس شباك دائم. هكذا فان نتنياهو رسخ الادعاء الذي وجهه في حينه لاهود اولمرت: “رئيس حكومة غارق حتى عنقه في التحقيقات غير مخول اخلاقيا وجماهيريا بتقرير امور مصيرية جدا في دولة اسرائيل. هناك خوف من ان يتخذ قرارات على اساس مصلحته الشخصية التي تتمثل في البقاء السياسي، وليس بناء على المصلحة القومية”، قال وكان على حق.


مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى