ترجمات عبرية

هآرتس: بدلا من فتح جبهة اخرى، أليس من الافضل اغلاقهما؟

هآرتس 6/6/2024، جدعون ليفي: بدلا من فتح جبهة اخرى، أليس من الافضل اغلاقهما؟

النجاح لا يناقشه أي أحد، وبالتأكيد ليس في اسرائيل. بعد النجاح الصارخ في غزة فاننا سنتبنى هذا النموذج الناجح في لبنان ايضا: حرب كبيرة ونصر مطلق. كم مرة قلنا “نحن لم نتعلم أي شيء ولم ننس أي شيء”. لكن هذه الاقوال المعطوبة لم تتطرق أبدا الى مثل هذه الفترة القصيرة.

إن الدروس من الحروب دائم يتم نسيانها في وقت ما، لكن أن ننسى الدرس من الحرب في غزة حتى قبل انتهائها، فقط من اجل تكرار نفس الخطأ في مكان آخر؟ غباء اسرائيل تمت اهانته، حتى الوقاحة وكأن النصر اصبح في جيبنا.

يجب علينا القول وعلى الفور: مثل سابقتها في غزة فان الحرب التي ستبدأ في الشمال ستكون حرب اختيارية. اذا لم يكن يجب على اسرائيل غزو غزة بكل قواتها فقط للقتل والتدمير والعقاب، وبالاساس ارضاء غريزة الانتقام، حرب اختيارية واضحة، عندها فان الحرب في لبنان ستكون أم المعارك الزائدة لاسرائيل. 

“سلامة الجليل 3” التي على وشك الاندلاع سيتم عرضها بالطبع مثل سابقاتها، سلامة الجليل 1 وسلامة الجليل 2، كحرب فرضت علينا. ما الذي يمكن فعله عندما يكون الجليل مهمل ومحروق؟ هل يجب علينا الصمت لهم؟ حني الرؤوس؟ النقاش حول الحرب في الشمال هو نقاش احادي الجانب، لا أحد يعرض أي خيار، ويوجد خيار. السؤال الوحيد هو مسألة التوقيت. يجب أن ننقذ الشمال من عقاب حزب الله، وهذا يمكن تحقيقه فقط بواسطة الحرب، مثلما في قطاع غزة.

الجيش الاسرائيلي سيقوم بالغزو مرة اخرى والاحتلال، وسيقتل ويُقتل، والجبهة الداخلية في اسرائيل سيتم ضربها بشكل غير مسبوق، وكما يبدو الجيش ايضا. الكلمة الفظيعة “القوة الزائدة” تم نسخها شمالا، القوة الزائدة للحرب. رئيس الاركان اعلن في السابق بأننا وصلنا الى النقطة التي يجب علينا فيها اتخاذ قرار. وقد قصد القرار الوحيد الذي يعرفه وهو حرب اخرى. لا يوجد لدينا خيار. بالتأكيد يوجد خيار.

مع كل الضجة والنيران ومعاناة سكان الشمال نسيت وأُنسيت الذريعة التي بسببها يهاجم حزب الله: الحرب في غزة. الآن امامنا خياران. الاول هو الذي نتوجه اليه وهو تكرار فشل غزة الذريع، حتى مشارف بيروت. الثاني هو افضل بكثير، وقف الحرب في غزة. سلامة الجليل يتم تحقيقها فقط بهذه الطريقة. الاتفاق دائما يضمن أكثر من حرب اخرى، التي يمكن أن تكون اكثر حروب اسرائيل فظاعة. 

لا يتم التصديق بأي هدوء تنزلق اسرائيل الى اكثر الحروب فظاعة بدون نقاش عام أو معارضة وحتى بدون عرض بديل: اتفاق لوقف اطلاق النار مع حماس. اللافتة لم تتم كتابتها بعد: لا للحرب في الشمال. ايضا لم تخرج أي مظاهرة ضد الحرب في لبنان. حزب الله اعلن بأن وقف الحرب في غزة سيؤدي الى وقف الحرب في الشمال. وكلمة حزب الله هي كلمة قاطعة أكثر من كلمة بنيامين نتنياهو.

حزب الله لن تتم تصفيته ولن ينسحب الى ما وراء جبال الشوف. ولكن ما الذي ستحققه الحرب باستثناء الضحايا. كل ما سيتحقق من الحرب في الشمال هو المزيد من السفك المخيف للدماء، الذي بعده سيتم التوقيع على اتفاق، والذي يمكن تحقيقه بدون حرب. حزب الله لا يمكنه الاستمرار اذا صمتت غزة، وغزة ستصمت فقط من خلال الاتفاق. اسرائيل ستشن حرب شاملة في الشمال عندما تكون في الأوج: من مكانة دولية في الحضيض غير مسبوقة، والجيش الاسرائيلي مضروب بسبب الاخفاقات في غزة. من الجدير التذكير بأن الاهداف العلنية (وليس الحقيقية) لاسرائيل في غزة لم تتحقق. واكثر من ذلك، في الحرب في غزة من البداية وحتى النهاية البعيدة، اسرائيل قد تخسر. اذا نجح هذا بشكل جيد امام حماس فهو بالتأكيد سيخدمنا اكثر امام الأخ الاكبر والاكثر تسلحا منها، حزب الله، سنضرب ونُضرب، وبعد ذلك سنجلس على الطاولة.

لا يمكن الصمت على ما يحدث في الشمال. اسرائيل مدينة لمواطنيها بتقديم حل لضائقتهم، التي لم يتم قول ما يكفي عنها. حل ضائقتهم يوجد في غزة، فقط في غزة. أو فيما يتم قوله في مكتب رئيس الحكومة في القدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى