ترجمات عبرية

هآرتس: بايدن وخامنئي يمكنهما اجبار نتنياهو على اتخاذ قرار، ربما هذا خير له

هآرتس 15/8/2024، الوف بن: بايدن وخامنئي يمكنهما اجبار نتنياهو على اتخاذ قرار، ربما هذا خير له

بنيامين نتنياهو يقترب من الوضع الذي يكرهه، اتخاذ قرار. في هذه المرة يجب عليه الاختيار بين انهاء الحرب و”صفقة المخطوفين”، كما تسمى في اسرائيل، وبين استمرار المناورات السياسية والدبلوماسية لكسب الوقت الى حين حدوث شيء في صالحه، كما فعل منذ 7 تشرين الاول، وفي الواقع منذ توليه الحكم.

المرحلة الحالية للحرب بدأت عندما اخذت اسرائيل المبادرة وقامت بتنفيذ عدة اغتيالات لشخصيات رفيعة في حماس وحزب الله، في غزة وفي بيروت وفي طهران. من غير الواضح اذا كان نتنياهو وقادة الجيش وجهاز الاستخبارات اعتقدوا بأن عمليات التصفية ستحسم المعركة، أو أنهم أملوا فقط بتحقيق انجازات عملياتية ترفع معنويات الجمهور خائب الأمل في اسرائيل ومعنويات الجيش المتعب. المعنويات في اسرائيل ارتفعت وبحق لبضعة ايام، ولكن بعد ذلك تبين بأن العدو لم يستسلم، بل حتى أنه يهدد برد شديد. الفرحة بـ “عمليات جيمس بوند” حلت محلها القشعريرة والخوف المتزايد من وابل الصواريخ المتوقع من ايران ولبنان واليمين وحلقات “دائرة النار” التي تحاصر اسرائيل.

لجنة التحقيق في اخفاقات الحرب، اذا تم تشكيلها في أي يوم، يجب عليها فحص كيف لم تلاحظ اسرائيل الانعطافة في سياسة ايران، وقرار الحاكم علي خامنئي الرد مباشرة على الاستفزازات المتكررة لـ “الكيان الصهيوني”، بدلا من التجاهل أو الاختباء وراء الحلفاء والمنظمات التي توجد في الجبهة. الرسالة لم يتم استيعابها هنا حتى بعد وابل الصواريخ والمسيرات التي اطلقتها ايران في شهر نيسان ردا على اغتيال ضابط حرس الثورة في دمشق. في حينه تبين أن الاستخبارات الاسرائيلية مع كل الانجازات التكتيكية المثيرة للانطباع، لا توجد لديها أي فكرة عما يدور في ذهن وساحة “المرشد الاعلى” في طهران. تقدير الاستخبارات كان وما زال “الامر سيكون على ما يرام”. 

خامنئي لم يكن الوحيد الذي جعل خطأ اسرائيل فرصة. ايضا الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي يريد انهاء الحرب في قطاع غزة وتخليص حملة نائبته كمالا هاريس من غضب من يؤيدون الفلسطينيين، لاحظ وجود فرصة غير مسبوقة للي ذراع نتنياهو. الادارة الامريكية تقود في الاسابيع الاخيرة عملية مزدوجة، استخدام الضغط على خامنئي وحسن نصر الله من اجل عدم الاسراع في مهاجمة اسرائيل، واعطاء الفرصة لوقف اطلاق النار في غزة، الامر الذي سيجعلهم كمخلصين للفلسطينيين، وفي نفس الوقت ارسال قوات كبيرة الى المنطقة والموافقة على صفقة سلاح ضخمة مع الجيش الاسرائيلي، التي سيتدحرج تنفيذها الى الادارة الامريكية القادمة.

بايدن في الواقع يقول لنتنياهو: انقذ حيفا وتل ابيب من الدمار وستحصل في المقابل على عدد من المخطوفين ورزمة مساعدات لترميم الجيش الاسرائيلي، وفي المقابل ستقوم بالانسحاب من قطاع غزة واطلاق سراح كبار السجناء الفلسطينيين والسماح للسنوار بالقول إنه انتصر. في الداخل يسمع نتنياهو ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش اللذان يهددان باسقاط الحكومة، وفي المقابل، يسمع وزير الدفاع يوآف غالنت الذي فقد الأمل بالنصر، وقادة الجيش والاستخبارات، الذين على الاقل حسب التسريبات، يؤيدون الصفقة، أي أنهم يأملون وقف اطلاق النار. هم يعرفون أنه رغم تهديدهم بـ “ضرب كل مكان”، إلا أن اسرائيل لن تحقق “النصر المطلق” على ايران وحزب الله. وفي أي مواجهة معهم هي ستحتاج الى حماية امريكا الملاصقة ومساعدة الدول السنية. من يدافع عنك يمكنه ايضا أن يحصل على المقابل. 

نتنياهو كان يفضل مماطلة الجميع الى حين تراجع رد ايران، وأن يواصل اللعبة التي فيها الجميع يكونون متعلقين به وهو يتلاعب بهم، فرّق تسد. لأنه اذا وافق على وقف اطلاق النار فان ميزان الرعب في الداخل بين اليمين المتطرف وقادة الجيش، الذي ابقى الجميع على كراسيهم رغم مسؤوليتهم المشتركة، يمكن أن ينتهي بمرة واحدة، رغم أنه في هذه الاثناء لا يوجد أي مرشح حقيقي لاستبدال نتنياهو، شخص يطرح سياسة مختلفة أو هيئة اركان عامة بديلة.

لكن حتى اذا تساوق مع بايدن وخامنئي من اجل التوصل الى الصفقة، وقام بتحدي بن غفير وسموتريتش بانسحابهما وفقدان قوتها في الشرطة وفي المالية، فان نتنياهو يمكن أن يكسب. لأن وقف النار الآن سيحافظ على هدفه الاسمى على شكل حماس “حية ولكن ضعيفة”، أي أنها قوية بما فيه الكفاية من اجل افشال أي تسوية أو أي مفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية حول تقسيم البلاد، وغارقة في اعادة اعمار الدمار في غزة بحيث لا يمكنها شن هجوم آخر، على الاقل طالما أن نتنياهو موجود في الحكم. هذا السيناريو ينطوي ايضا على اغراء لرئيس الحكومة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى