ترجمات عبرية

هآرتس: بؤرة استيطانية قرب الخان الأحمر تهدد السكان وتمنع الوصول الى المدرسة

هآرتس 21/10/2024، هاجر شيزافبؤرة استيطانية قرب الخان الأحمر تهدد السكان وتمنع الوصول الى المدرسة

سكان البؤرة الاستيطانية التي اقيمت قرب قرية الخان الاحمر الفلسطينية في الضفة الغربية قبل شهرين يهددون سكان هذه القرية ويمنعون الوصول الى المدرسة في الطريق التي تمر قرب البؤرة. حسب سكان القرية، التي قام اليمين الاستيطاني في السابق بحملة واسعة من اجل اخلائها، فان سكان البؤرة الاستيطانية اتهموهم بأن البناء في المكان غير قانوني.

في الادارة المدنية قالوا ردا على شكوى قدمتها “هآرتس” بأنه عند اقامة البؤرة وصل اليها ضباط وقاموا بجولة فيها قبل اخلاء المباني فيها، لكن لم المصادقة حتى الآن على ذلك من قبل المستوى السياسي. المسؤولان في المستوى السياسي عن اخلاء المباني في البؤر الاستيطانية هما الوزير بتسلئيل سموتريتش وادارة الاستيطان برئاسة يهودا الياهو. الاثنان كانا من مؤسسي جمعية رغفيم، التي قادت النضال لاخلاء قرية الخان الاحمر.

خلال سنوات قدم المستوطنون، من بينهم سكان كفار ادوميم القريبة من القرية الفلسطينية، التماسات لاخلائها بدعم سياسيين كبار. الى جانب التماسات اليمين فان المحكمة رفضت في 2018 التماس قدمه سكان القرية ضد نية هدمها وتمهيد الطريق لاخلائها لأن المباني فيها غير قانونية. في المقابل، القرية مدعومة من قبل المجتمع الدولي الذي ضغط على اسرائيل من اجل عدم اخلائها. الضغط نجح، وبعد عدة التماسات رفضت المحكمة العليا في أيار 2023 التماس رغفيم. القضاة قبلوا ادعاء الدولة بأنه لم يكن بالامكان اخلاء القرية في ذلك الوقت “لاسباب محدثة تتعلق بأمن الدولة وعلاقاتها الخارجية”.

البؤرة الجديدة تبعد عشرات الامتار عن بيوت القرية وتقع على قمة تلة. زيارة الى المكان اظهرت أنه يوجد فيها حظيرة اغنام ومبنيين. حسب اقوال سكان الخان الاحمر فان سكان البؤرة الاستيطانية يسافرون عبر القرية ويقومون بتوجيه الاضواء على بيوتهم في الليل ويمنعون الطلاب من السير في الطريق العادية المؤدية الى المدرسة. حسب اقوال احد سكان القرية فقد هددوه بأنه محظور عليه البناء في المكان الذي يوجد بيته فيه. “في كل مرة يأتي مستوطن آخر الى هناك”، قال عيد جهالين وهو أحد سكان القرية. “قبل اسبوع جاء الى هنا موظف من الادارة المدنية وقال إنه يريد مساعدتنا. قلت له: أنتم تسمحون لهذا المستوطن بالسكن هنا. بعدها أنت تأتي وتقول بأنك تريد مساعدتي؟”.

مدرسة القرية لا تخدم فقط اولاد قرية الخان الاحمر، بل اولاد من تجمعات اخرى في المنطقة. “عندما نذهب الى المدرسة أحد سكان البؤرة الاستيطانية يقوم احيانا برشق الحجارة عليها ويطلب منا مغادرة المنطقة”، قال لؤي (14 سنة) وهو من تجمع المهتوش. حتى اقامة البؤرة الاستيطانية تعود الطلاب على السير من القرية الى المدرسة فوق التلة التي توجد عليها البؤرة الاستيطانية. “في الايام العادية كان السير يستغرق ربع ساعة، الآن يستغرق نصف ساعة”، قال طالب آخر. “هو يقف هناك ويقوم بتصويرنا”. سكان القرية قالوا بأنهم استدعوا الشرطة في اعقاب الاحداث، لكنها لم تساعد.

احد سكان القرية الذي يسكن في بيت قريب جدا من البؤرة قال إنه هو وابناء عائلة لا يستطيعون النوم بسبب المضايقات. “هو (المستوطن) جاء وقال إنه المسؤول عن الامن وأنه يحظر علي البناء هنا”، قال. “ما يحدث هنا هو ما حدث في شمال غور الاردن”. وتطرق الى توجه طرد سكان قرى فلسطينية في مناطق ج اثناء الحرب على يد اعضاء بؤر استيطانية استوطنوا قرب التجمعات البدوية. وحسب معطيات “بتسيلم” فانه منذ بداية الحرب وحتى نهاية شهر آب الماضي تم طرد 19 تجمع فلسطيني بهذه الطريقة.

في السابق أيد سياسيون يمينيون كبار اخلاء الخان الاحمر، من بينهم رئيس الحكومة نتنياهو، واعلنوا لناخبيهم بأنه سيتم اخلاء هذه القرية. القرية اصبحت رمز سواء بالنسبة لليمين الاستيطاني أو بالنسبة للفلسطينيين والمجتمع الدولي. في اطار ادارة الالتماسات حول اخلاء قرية الخان الاحمر فقد اقترحت الدولة على سكانها خيارين لم يكونا مقبولين عليهم. الخيار الاول هو قرب قرية أبوديس قرب مكب النفايات. الثاني قرب منطقة النبي موسى، التي اقيم فيها محطة لتكرير مياه المجاري.

حسب اقوال عيد الجهالين فانه عندما زار موظف الادارة المدنية القرية عاد وسأله لماذا لا ينتقلون الى أبوديس. “أنا قلت له بأن هذه اراضي خاصة. فأجابني: البديل الثاني قرب مفترق النبي موسى.  هذا المكان عندما تمر قربه أنت تغلق النافذة بسبب الرائحة، لأن حيث يوجد على بعد 300 متر من محطة تكرير مياه المجاري. قلت له: اذا اردت اذهب أنت واسكن هناك. أنا مستعد للسكن هناك اذا كنت ستكون جاري”.

من مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق جاء: “الجيش الاسرائيلي وضمنه الادارة المدنية هم المسؤولون ضمن امور اخرى عن انفاذ القانون فيما يتعلق بالبناء غير القانوني في مناطق ج. وحدة الرقابة والضباط فيها يعملون على تنفيذ القانون. عملية تنفيذ القانون تتم وفقا لتقدير الوضع العملياتي وبمصادقة من المستوى السياسي، لا سيما ادارة الاستيطان. البؤرة الاستيطانية مدار الحديث اقيمت قبل نحو شهرين قرب تجمع المباني غير القانوني في الخان الاحمر. عند اقامتها وصل اليها ضباط في الادارة المدنية، ادارة التنسيق والارتباط، واجروا جولة تسبق اخلاء المباني. المكان سيتم اخلاءه عندما ستتم المصادقة من قبل المستوى السياسي على ذلك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى