ترجمات عبرية

هآرتس: ايران لن تتراجع وإسرائيل ستواجه تحديا أكبر من تحدي نيسان

هآرتس 5/8/2024، عاموس هرئيل: ايران لن تتراجع وإسرائيل ستواجه تحديا أكبر من تحدي نيسان

الولايات المتحدة تواصل اعطاء اشارات بأنها ستقف الى جانب اسرائيل، قبيل تنفيذ تهديدات الثأر لايران وحزب الله في اعقاب عمليات الاغتيال الاخيرة. محادثة بايدن – نتنياهو الاخيرة رغم الاجواء الصعبة بينهما تضمنت تعهد امريكي بمساعدة اسرائيل في الدفاع عن نفسها امام هجوم الصواريخ والمسيرات المتوقع. الامريكيون يواصلون تعزيز قواتهم في الشرق الاوسط، واليوم يتوقع أن يصل الى البلاد الجنرال مايكل كوريلا، قائد المنطقة الوسطى في قيادة الجيش الامريكي، لتنسيق استمرار الاستعدادات.

في جهاز الامن يقدرون أن ايران وحزب الله ومنظمات اخرى في المحور الاقليمي الذي تقوده ايران لن يتراجعوا عن تنفيذ تهديدات الانتقام، وأن الامر يتوقع أن يحدث قريبا. لا يوجد أي تغيير في تقدير الاستخبارات الاصلي الذي يقول بأن ايران وحزب الله غير معنيين الآن بحرب شاملة في الشرق الاوسط. مع ذلك، الخوف هو من أن تبادل اللكمات بين الطرفين، هجوم لايران ورد اسرائيل، ومرة اخرى، لا سمح الله، سيؤدي الى موجة تصعيد سيكون من الصعب وقفها. مصادر امنية قدرت بأن الهجوم سيركز على مواقع عسكرية وامنية في شمال البلاد وفي المركز. 

رئيس حزب الله، حسن نصر الله، هدد مؤخرا عدة مرات بمهاجمة تل ابيب اذا هاجمت اسرائيل بيروت. تصعب رؤيته وهو يتراجع عن هذه النية الآن. في المقابل، ربما حزب الله سيبدي الحذر بخصوص مهاجمة مواقع استراتيجية للبنى التحتية في اسرائيل، مثل حقول الغاز في البحر المتوسط. البنية التحتية للطاقة في لبنان مكشوفة جدا للهجمات، وفي حزب الله يعرفون أنه بقصف جوي صغير نسبيا فان اسرائيل تستطيع شل قطاع الكهرباء في لبنان لفترة طويلة.

في منتصف نيسان هذه السنة اطلقت ايران والمليشيات الشيعية في العراق اكثر من 300 صاروخ ومسيرة نحو اسرائيل بعد اتهامها باغتيال جنرال في حرس الثورة في مبنى السفارة الايرانية في دمشق. على الاغلب الهجمات تم توجيهها لقاعدة سلاح الجو نفاتيم وقد تم احباطها بنجاح من قبل تحالف دولي شمل اسرائيل ودول غربية، وحسب وسائل الاعلام الاجنبية ايضا عدد من الدول العربية السنية. في الهجوم أصيبت طفلة اسرائيلية باصابة بالغة بشظايا صاروخ قرب نفاتيم. 

في الجولة السابقة امتنع حزب الله عن الانضمام للهجوم. في هذه المرة هناك تهديدات من حزب الله، الى جانب تهديدات الحوثيين في اليمن، بالمشاركة في الهجوم. المعنى هو أن اسرائيل ستتم مهاجمتها كما يبدو من كل الجهات، وجزء من النيران سيأتي من لبنان، الساحة القريبة نسبيا، ودولة يوجد فيها عدد كبير من الصواريخ والقذائف والمسيرات التي بعضها دقيق. لذلك، تركيز منظومة الدفاع الجوي وطائرات الاعتراض يتوقع أن يواجه تحد اصعب من التحدي في نيسان.

رغم التهديدات القاطعة لمتحدثين اسرائيليين رسميين فانه من الواضح أن طبيعة رد اسرائيل ستكون مرهونة ايضا بنجاح هجوم ايران. دمار كبير، لا سيما وجود مصابين، سيؤثر على قرار اتخاذ رد اسرائيلي شديد. في نيسان اسرائيل اكتفت بهجوم مركز من الجو على موقع امني في ايران. بعد ذلك نشر أنه في هذا الهجوم تم تدمير عنصر حيوي في بطاريات الدفاع الجوية “اس 300” التي تستخدم للدفاع عن المنشآت النووية.

تجند واحباط

هذه هي المرة الثالثة التي تتجند فيها امريكا للدفاع عن اسرائيل منذ بداية الحرب. في الاسبوع الاول للحرب، في تشرين الاول العام الماضي، هدد الرئيس الامريكي ايران من أن لا تنضم لهجمات حماس وارسل قوات مهمات على رأسها حاملات طائرات الى البحر المتوسط والبحر الاحمر. المرة الثانية كانت اثناء الهجوم الايراني في شهر نيسان.

حسب المنشورات في وسائل الاعلام الاسرائيلية والاجنبية فان بايدن قال في الاسبوع الماضي لرئيس الحكومة نتنياهو بأن بلاده ستساعد اسرائيل في الدفاع عن نفسها من الهجوم المتوقع ايضا في هذه المرة. مع ذلك، نشر بأن بايدن يعتقد أن نتنياهو فاقم الازمة الاقليمية بقرار اغتيال قائد كبير في حماس، اسماعيل هنية، في طهران بعد بضع ساعات من اغتيال في بيروت القيادي الكبير في حزب الله، فؤاد شكر (اسرائيل تحملت المسؤولية عن اغتيال شكر، لكنها لم ترد رسميا على الادعاءات حول مسؤوليتها عن اغتيال هنية).  وقوف امريكا وراء اسرائيل هو ايضا اشارة لايران من اجل كبح ردها وعدم المخاطرة بخطوات تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وقدراتها العسكرية.

إن خيبة أمل بايدن تضاف الى غضبه من نتنياهو بسبب تأخير صفقة المخطوفين. مصادر امريكية قالت إن الرئيس الامريكي غاضب لأن نتنياهو يكذب عليه بشأن المخطوفين، وأنه فعليا غير معني على الاطلاق بتنفيذ هذه الصفقة. رئيس الحكومة نفسه قال إنه يريد الدفع قدما بالصفقة، لكنه يضع شروط قاسية جدا امام حماس، تتركز في الحفاظ على تواجد اسرائيل في ممر نيتساريم ومحور فيلادلفيا، هذا خلافا لمواقف كبار جهاز الامن الذين يعتقدون أن اسرائيل يجب عليها التنازل عن هذه الطلبات من اجل التوصل الى الصفقة وانقاذ حياة المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، الـ 115 مخطوف المحتجزين في القطاع، والذين يقدرون أن اكثر من نصفهم ماتوا في اسر حماس أو انهم قتلوا في 7 تشرين الاول أو تم اختطاف جثامينهم الى القطاع.

كلما طالت الحرب (بعد غد ستكون مرت عشرة اشهر على المذبحة التي نفذتها حماس في غلاف غزة)، فانه من الواضح أنه تحدث هنا امور متوازية. الاول، المواجهة العسكرية مع حماس، التي انزلقت الى حزب الله والحوثيين الذين انضموا الى الهجمات من القطاع، وتهدد بأن تدمج ايضا وبشكل اكبر ايران. الثاني، صراع البقاء الشخصي لنتنياهو مع التمسك بالحكم ومحاولة ابطاء، وحتى افشال الاجراءات الجنائية في محاكمته. حاجة رئيس الحكومة الى البقاء في الحكم تعرضه الآن لمواجهة شديدة مع جهاز الامن في اسرائيل ومع الادارة الامريكية، الذين يختلفون معه حول طريقة عمله ويعتقدون أنه يفوت بشكل متعمد فرصة عقد صفقة التبادل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى