هآرتس: ايتمار بن غفير في “يوم اوروبا”
هآرتس 7-5-2023، بقلم نوعا لنداو: ايتمار بن غفير في “يوم اوروبا”
إذا لم تستيقظ إسرائيل في القريب فإنه سيتم إرسال الوزير ايتمار بن غفير، الثلاثاء، لتمثيلها في الاحتفال بـ “يوم أوروبا”، وهو الحدث الذي تنظمه ممثلية الاتحاد الأوروبي في إسرائيل كل سنة، والذي يشارك فيه جميع الدبلوماسيين من دول الاتحاد الذين تم تعيينهم هنا. ما حدث حول هذا القرار غير الدبلوماسي أمر غير عقلاني وبربري كما هو في تقاليد إسرائيل. وقد أكدت الأمانة العامة للحكومة وللمراسلين بأنهم عينوا بن غفير ممثلاً لإسرائيل في الاحتفال، لكن حسب مسؤولي الوفد الأوروبي، لم يتم الإبلاغ رسمياً عن اسم المبعوث المتفجر.
هذا التعيين لا يعتبر من قبيل الصدفة بالطبع. فمن بين جميع الوزراء الزائدين في الحكومة الـ 37، تم اختيار السجاد الأحمر من بين كل السجاد بشكل متعمد. هذا ليس مجرد إصبع في عين أوروبا، بل إصبع ثلاثي في العين. في الحقيقة، يوافق الكثير من الإسرائيليين بشكل تلقائي على مكانة بن غفير. ولكن الحديث يدور في أوساط الأوروبيين عن شخص يعدّ رمزاً للعنصرية الكهانية، واسم حزبه “قوة يهودية” يبدو من خلال ترجمته لجميع اللغات الأوروبية مثل الأيام المظلمة في القارة. المفارقة التاريخية المحزنة مرة أخرى في أفضل حالاتها: أوروبا تحاول التمسك ببقايا قوتها في العالم الديمقراطي – الليبرالي الذي نبت كرد مضاد على فظائع الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد تريد الدولة اليهودية أن تتحدى هذه القيم بشكل مباشر (حتى الادعاء بعد ذلك بأن علاقاتها الخارجية مع هذه الدول تقوم على “قيم مشتركة”).
على مستوى أعمق، تقف في أساس هذا الجنون رؤية إسرائيل القائلة بأن الدرس من الكارثة هو درس خصوصي (لن يتكرر هذا لليهود)، وليست عالمية (هذا لن يتكرر لأحد). على هذا الصعيد، فإن بن غفير هو وبحق التعبير الأكثر وضوحاً لرؤية أن التفوق العرقي محظور عندما يكون موجهاً ضد اليهود ولكنه مسموح عندما يكون الحديث عن العرب. هكذا، بخلاف كامل مع الوهم الذي أرادت إسرائيل تعهده لسنوات وكأنها جزء من العالم الليبرالي، فإن إسرائيل برئاسة نتنياهو تقترب أكثر من المعسكر المناهض لليبرالية وقوى اليمين المتطرف في أوروبا التي تريد حقاً تحدي النظام العالمي الليبرالي في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى رأس ذلك القانون الدولي.
إذا كان الأمر هكذا، فإن بن غفير هو ممثل مناسب لرؤية حكومة نتنياهو لعلاقاتها مع أوروبا. ولكن كيف سيرد الأوروبيون؟ بكونهم مأسورين بنسيج العلاقات الهش جداً مع الدولة اليهودية، بسبب نفس الخلفية التاريخية، إلى جانب الميل لدبلوماسية زائدة أيضاً في الحالات التي تحتاج إلى رد حازم أكثر، هم يجدون صعوبة في الخروج من هذا الشرك. منذ أداء الحكومة الحالية لليمين، تملص الكثير منهم بنجاح من الالتقاء مع بن غفير (ومع بتسلئيل سموتريتش)، والآن يترددون حول مقاطعة الحدث تماماً أو حول تجنب مصافحته أو التقاط صورة معه.
ليس واضحاً حتى الآن أيضاً إذا كان بن غفير سيلقي خطاباً بهذه المناسبة أم لا. ما لا يعرفه الأوروبيون هو أن مجرد مشاركة بن غفير، حتى لو تعامل معه دبلوماسي واحد فقط (هنغاريا؟ بولندا؟)، فسيكون هذا صورة انتصار بالنسبة له، بالضبط مثل المشاركة في استقبال الإمارات، وبن غفير معني بالمشاركة في هذا الحدث كي يثبت بأنه ليس شخصاً منبوذاً من المجتمع الدولي. أي سفير سيشارك إلى جانبه في هذا الحدث سيساهم في تطبيعه. لذلك، إذا كان ما يقوله على لسانه هو نفس الموجود في قلبه، فعليه مقاطعة الحدث، سواء بخطاب أو بدون خطاب.