هآرتس: ايال زمير يريد البقاء كرئيس للاركان بأي ثمن، حتى لو بثمن حياة الجنود والمخطوفين

هآرتس 8/9/2025، اسحق بريك: ايال زمير يريد البقاء كرئيس للاركان بأي ثمن، حتى لو بثمن حياة الجنود والمخطوفين
رئيس اركان جبان، ليس له عمود فقري امام المستوى السياسي مثل ايال زمير، لم يكن مثله في اسرائيل في أي يوم من الايام. ما قاله للكابنت، أن الدخول الى غزة هو شرك موت، اثار الانفعال في اوساط الجمهور، وقال ها هو لدينا رئيس اركان يصمم على موقفه امام هذه المجموعة الحالمة، لكن فعليا، بعد قوله هذا فان زمير يعمل بالضبط خلافا للمواقف التي عرضها امام الوزراء.
عندما تسلم منصبه قبل نصف سنة اراد زمير الاظهار لنتنياهو بانه رئيس اركان هجومي، واعلن بانه سينجح في المكان الذي فشل فيه رئيس الاركان السابق هرتسي هليفي، وقال بأنه سيدمر حماس ويحرر جميع المخطوفين في عملية “عربات جدعون”. زمير لم يحقق أي هدف من الاهداف التي اعلن عنها. في هذه العملية قتل حوالي 70 جندي، وعدد اكبر اصيبوا، بينهم باصابة بالغة، وحماس لم تدمر ولم يحرر المخطوفين.
في هذه الايام يواصل رئيس الاركان اسلوبه السيء ويضحي بالجنود والمخطوفين على مذبح بقاء نتنياهو واترابه. زمير ايضا يضحي بعلاقات اسرائيل مع العالم، واعادة ترميم الجيش ازاء ساحات تهدد وجود الدولة اكثر من حماس، واقتصاد اسرائيل وجهاز التعليم والصحة، ويقرب تحطم المجتمع الاسرائيلي. وكل ذلك من اجل ان يواصل اشغال منصب رئيس الاركان بكل ثمن. دماء القتلى والمخطوفين ستكون على يديه. من نتنياهو ورجاله ليس هناك ما نأمله، هم منذ زمن فقدوا المنطق. جمهور واسع في اسرائيل اعتبر زمير خشبة النجاة، لكنه تحول الى ثقب اسود يجر الى داخله حياة الجنود والمخطوفين ومعهم النور والامل.
من اجل تنفيذ مهماته، هو والمتحدث بلسان الجيش، كذبوا على الجمهور ببيانات عن نجاحات لم تكن موجودة في عملية “عربات جدعون”. بهذا زاد رئيس الاركان فجوة ثقة الجنود بقادتهم. فقط مؤخرا اعلن زمير بان اهداف عملية “عربات جدعون” تم تحقيقها بالكامل. العميد (احتياط) غاي حزوت، رئيس جهاز التعلم في سلاح البر، قال في المقابل في وثيقة داخلية بان عملية “عربات جدعون” فشلت في تحقيق اهدافها – هذه اقوال متناقضة مع التصريحات الرسمية للجيش الاسرائيلي التي بحسبها العملية حققت اهدافها، وخاصة هي تناقض تصريحات رئيس الاركان.
فيما يلي الادعاءات الرئيسية في الوثيقة:
- الفشل في تحقيق الاهداف. الوثيقة تنص على ان العملية لم تحقق اهدافها الاساسية. حماس لم تهزم عسكريا وحكوميا، والمخطوفين لم تتم اعادتهم.
- سلوك يناقض العقيدة. تم الادعاء بان دولة اسرائيل شنت الحرب “خلافا لعقيدتها الحربية”، وارتكبت “كل خطأ ممكن”.
- منطق الردع بدلا من منطق الحسم. حزوت قال ان اسرائيل اتبعت منطق الردع من خلال الامل بعقد صفقة، وان حماس استغلت ذلك لصالحها.
- المساعدات الانسانية. الوثيقة اشارت الى اخفاقات في التخطيط والتنفيذ للمساعدات الانسانية، الامر الذي مكن حماس من ادارة حملة دعائية.
- تآكل القوات. الوثيقة حذرت من التآكل المتواصل لقوات الجيش واشارت على سبيل المثال الى النقص الكبير في قطع الغيار.
- التكيف مع اسلوب حماس القتالي. اسلوب قتال الجيش الاسرائيلي لم يتناسب مع حرب العصابات التي تتبعها حماس، الامر الذي مكن الاخيرة من البقاء والانتصار.
الوثيقة التي سربت ونشرت في وسائل الاعلام اثارت عاصفة في الجيش الاسرائيلي. ونتيجة لذلك فقد تم استدعاء حزوت للاستيضاح وتم توبيخه على نشر استنتاجاته خارج القنوات الداخلية. هذه هي الطريقة لاسكات الحقيقة، وحتى القول بان العملية نجحت. هذا السلوك الذي يقوده رئيس الاركان نفسه في الجيش يؤدي الى مؤامرة صمت في اوساط القيادة في الجيش الاسرائيلي، اخفاء الحقيقة، تحقيقات غير موثوقة، ثقافة الكذب، عدم تحمل المسؤولية، الغطرسة، الانانية والغرور.
هذا بالضبط هو نفس السلوك الذي أدى الى الكارثة في الغلاف، وسيؤدي الى كوارث اخرى في المستقبل. اذا لم نعرف كيفية ازالة من الطريق المستوى السياسي الرفيع والمستوى الامني الرفيع الحاليين، اللذين لا يفعلان أي شيء للخروج من الحالة الصعبة الى افق جديد، فنحن ببساطة لن نبقى هنا.