هآرتس: اهمية خطاب يئير غولان في 2016، الآن هي أكبر بسبعة اضعاف

هآرتس 3/6/2025، عوزي برعام: اهمية خطاب يئير غولان في 2016، الآن هي أكبر بسبعة اضعاف
يئير غولان هو بالنسبة لرجال اليمين الغطاء على عارهم. هم يحاولون التمسك باقواله لاخفاء عورتهم. اقواله “الدولة العقلانية لا تقتل الاطفال كهواية” لم تكن تصريحه الاول الذي جعل اليمين يخرج عن اطواره. خطابه في ذكرى يوم الكارثة في 2016 أدى الى الانقضاض عليه، وقضى على حياته المهنية العسكرية المجيدة، التي في ذروتها كان نائب رئيس الاركان.
أنا قرأت مرة اخرى هذا الخطاب، ووجدت أن اهميته على خلفية الوقت الحالي أكبر بسبعة اضعاف. لقد صمد امام امتحان الزمن: “في يوم الكارثة من الجدير مناقشة قدرتنا على اجتثاث من اوساطنا بادرة عدم التسامح. بادرة العنف، بادرة التدمير الذاتي في الطريق الى التدهور الاخلاقي”.
بعد ذلك لمح غولان الى قضية اليئور ازاريا: “في الحساب القومي، وفي محاسبة النفس الوطنية، يجب علينا اضافة ظواهر تقض المضاجع. قبل عدة اسابيع طرح للنقاش العام موضوع طهارة السلاح. طريقنا دائما يجب أن تكون طريق الحقيقة وتحمل المسؤولية. امام ضياع المعايير الآن، بعد تسعة سنوات، الامور تفطر القلب.
مراسلون من اليمين مثل كالمان لبسكين واريئيل سيغال، يحتجون على المعاملة غير الموضوعية للحكومة اليمينية، مثلا في قضية تعيين دافيد زيني في منصب رئيس الشباك. اذا لم يقم زيني نفسه بسحب ترشحه فهو سيتم تعيينه خلافا لموقف الجهاز القضائي.
بالنسبة للمعارضة السياسية على تعيينه، كيف كان سيشعر مراسلو اليمين لو أن حكومة اخرى قامت بتعيين عوفر كسيف كرئيس للشباك؟ لا تقولوا بأن المقارنة ليست ذات صلة. مسموح سؤال هل من الجدير وضع الدفاع عن الديمقراطية في اسرائيل في يد احد تلاميذ الحاخام تسفي تاو، أو أن رئيس الحكومة الذي قام بالتعيين “يقوم بالتعميد وهو نجس؟”.
قيادة اليمين الفاشلة التي قادتنا الى الكارثة الاكبر في تاريخ الدولة، تثبت ان غولان كان محق في تحذيره، وهي تواصل التعامل بتسامح مع كل تحد. شباب مشاغبون يعتدون على العرب في “يوم القدس”، سائقو حافلات عرب يتم ضربهم من قبل مشجعي بيتار القدس، شاب عربي يتم دهسه حتى الموت في القدس، اعضاء كنيست من اليمين يسمعون اقوال تعطي المبرر لكل خطوة دولية ضد اسرائيل. لم نسمع أي ادانة من الحكومة. نتنياهو اغلق فمه. حتى ادارة بيتار القدس لم تقم بادانة مشجعيها. لكن رجال اليمين قاموا بشتم غولان الذي وصف افلاسهم الاخلاقي.
في احتجاجه على السلطة القضائية فان اليمين يحاول التشبث بهبوط مكانتها في اوساط الجمهور (لكن الثقة بها اعلى من الثقة بالكنيست والحكومة). كيف لن تتضرر مكانتها في الوقت الذي فيه وزير العدل يقاطع رئيس المحكمة العليا، والوزراء، وعلى رأسهم نتنياهو المشوب بتضارب مصالح صارخ، يظهرون عدم الثقة بالمستشارة القانونية للحكومة.
رؤساء اليمين لن يصمتوا الى أن تصبح اسرائيل هنغاريا الشرق الاوسط. اليمين المتدين الذي يسجد للترانسفير والضم، يفعل كل ما في استطاعته لتدمير مكانة اسرائيل الدولية. رؤساؤه يعلقون كل الآمال على الحاخامات المقطوعين عن الواقع وعلى عملية الخلاص التي ستجلب الدواء لكل امراضنا.
أي توازن يمكن ان يكون بين حماة الديمقراطية وبين الذين يُحرمون الحرب عليها وهم يرفعون عيونهم نحو السماء.