هآرتس: اهارون حليفه هو اللبنة الاولى الآن يجب تفكيك اللبنات الاخر
هآرتس 25/4/2024، يوسي ميلمان: اهارون حليفه هو اللبنة الاولى. الآن يجب تفكيك اللبنات الاخرى
بتأخير غير معتاد، لكن في خطوة مباركة عشية العيد، قدم رئيس شعبة الاستخبارات “أمان”، الجنرال اهارونحليفه، استقالته. هذه هي اللبنة الاولى التي تحطم جدار الرضى عن النفس والغطرسة وازدراء المستوى السياسي برئاسة بنيامين نتنياهو والمستوى التنفيذي، المسؤولين عن الفشل الاكثر فظاعة في تاريخ البلاد. في اعقابه ستسقط لبنات اخرى، التي ستؤدي الى انهيار السور وبناء سور جديد، لا يوجد فيه أي تصور واعتبارات سياسية ومصالح شخصية.
كل شخص له علاقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالفشل، مضطر الى الذهاب الى البيت. القائمة طويلة. ففي “أمان” هي تشمل قائدة الوحدة 8200، العميد يوسي يسرائيل، وضباط مثل رئيس قسم الابحاث، العميد عميت ساعر، الذي استقال مؤخرا في اعقاب مرضه. ويتحمل المسؤولية ايضا قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يارونفنكلمان، وقائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، والجنرال اليعيزر طوليدانو، الذي يشغل الآن رئيس قسم الاستراتيجيا وايران، الذي تولى قيادة فرقة غزة وبعد ذلك قيادة المنطقة الجنوبية، وهو يعتبر من آباء التصور الذي يقول “حماس مرتدعة”، وربما ايضا عدد من ضباط سلاح الجو.
فوق هؤلاء جميعا فان المسؤولية العليا عن جهاز الامن هي على رئيس الاركان، هرتسي هليفي. لا يوجد شك بأنه هو ايضا سيقدم استقالته، ومن واجبه فعل ذلك بسرعة. المرشحون لاستبداله هم نائبه الجنرال امير برعم، الذي تقريبا اختفى أو اخفى نفسه من الحوار العام، أو قائد المنطقة الشمالية الجنرال اوري غوردن، وربما يمكن طرح المدير العام في وزارة الدفاع الجنرال ايال زمير، الذي شغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
يجب اضافة الى القائمة رئيس الشباك رونين بار، الذي يريد الآن تعيين لنفسه نائب جديد. يوجد اجراء سائد وهو أنه قبل منتصف ولاية رئيس الجهاز يقوم باستبدال النائب الحالي من اجل اعدادهما لامكانية أن واحد منهما ستتم ترقيته في منصب رئاسة الجهاز. هذا امر مطلوب ايضا مقابل حقيقة أن بار يتوقع أن يقدم استقالته بسبب مسؤوليته عن الفشل الاستخباري في 7 اكتوبر. يوجد عدد من المرشحين لهذا المنصب، البارز من بينهم هو ع.، رئيس المنطقة الشمالية والذي يشغل هذا المنصب منذ اربعسنوات.
ع. يقف على رأس المنطقة، وقد تمت زيادة صلاحياته في السنوات الاخيرة. رئيس الشباك السابق نداف ارغمانقرر لاسباب عملياتية وادارية أن ينقل معالجة كل عرب اسرائيل (الجليل، وادي عارة والجنوب)، فيما يتعلق بالتآمر السياسي واحباط الارهاب، الى المنطقة الشمالية. في أيار 2021 قرر بار، كدرس من العنف وخرق النظام في عملية “حارس الاسوار” في المدن المختلطة الى اقامة قسم جديد باسم “قسم اسرائيل”، ونقل للمنطقة الشمالية ايضا المسؤولية الادارية عن الجريمة القومية والارهاب اليهودي. أي التهديد على الديمقراطية من قبل المتطرفين، الذي يتم تركيزه تحت سقف واحد.
قبل شهر تقريبا تقرر بار اجراء تعيينات جديدة في الجهاز. وهو لم يكن باستطاعته وبحق الانتظار اكثر. أي تأخير في تعيين رئيس قسم يعيق ويشوش تعيين مرؤوسيه ويضر بالمعنويات والأداء وعمل آلاف العاملين في الجهاز. التعيينات الجديدة التي ستدخل الى حيز التنفيذ في الصيف هي ضمن امور اخرى، هي تعيين رئيس منطقة القدس والضفة، التحقيق، التشغيل، التكنولوجيا والدول العظمى (في السابق مكافحة التجسس). بار ايضا قام بتعيين نساء في الجهاز، اللواتي اصبحت تقريبا ربع هيئة الجهاز. العمود الفقري للقيادة والادارة العليا. خمس نساء يتولين اقسام هي الموارد البشرية، تكنولوجيا المعلومات، الابحاث، التدريب والرقابة على الجهاز.
بار هو قائد ومدير عقلاني، لذلك لا يوجد تقريبا أي شك لدى أي أحد بأنه سيطبق اعلانه بأنه يتحمل المسؤولية عن الفشل الاستخباري للشباك الذي أدى الى احداث 7 اكتوبر، وسيقدم استقالته. ايضا قراره تعيين مديرة للتحقيق في الوحدات ذات الصلة أو المشاركة في الفشل، هو تعبير عن أنه خلال بضعة اشهر بعد انتهاء التحقيقات، سينهي وظيفته. ايضا حقيقة أن ر.، رئيس المنطقة الجنوبية الذي كان مسؤول عن غزة اعلن بأنه سيقدم استقالته في الصيف، تدل على نية استبدال معظم القيادة العليا في الشباك، المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في رعاية أو التسليم مع التصور الخاطيء الذي يقول إن حماس “خائفة” وأن توجهها هو نحو الحفاظ على الوضع الراهن.
لكن الخوف في الشباك، وخارجه، هو من أنه اذااستقال بار فان نتنياهو سيعين في هذا المنصب المقرب منه مئير بن شبات، الذي ترأس عدة اقسام في الجهاز، وبعد ذلك اصبح رئيس الهيئة الوطنية للامن القومي وتولى لصالحه ايضا بعثات سياسية. بن شبات، رجل الصياغة الدقيقة، قال مؤخرا بأنه لا يتنافس على المنصب. ولكنه اضاف بأنه سيكون دائما مستعد لخدمة الدولة. أي أنه حرص على عدم التصريح بأنه لن يوافق على شغل هذا المنصب في أي ظرف. في اوساط متقاعدي الشباك هناك من يتسلى بفكرة اقتراح رئاسة الجهاز للجنرال (احتياط) نيتسان الون، رئيس هيئة المخطوفين الذي استقال والذي كان في السابق مرشح لرئاسة هيئة الاركان. يوجد مرشح آخر محتمل هو يئير (رولي) ساغي، الذي شغل منصب رئيس المنطقة الجنوبية ونائب رئيس الشباك، والذي هزم في المنافسة أمام بار. على أي حال، السؤال حول هوية رئيس الشباك القادم يعتمد بالاساس على الزوجين نتنياهو.
في جهاز الامن وفي اوساط الجمهور هناك من يقولون إنه محظور على شخصيات رفيعة في جهاز الامن الاستقالة الآن، طالما أن نتنياهو يتمسك بالكرسي. ومن الواضح أن نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت، اكثر من أي شخص آخر، هما اصحاب السلطة الحكومية، واستنادا لذلك ايضا هما المسؤولان الاساسيان، لكنهما ايضا سياسيان يتمسكان بالسلطة، ولا تظهر أي دلائل على أنهما ينويا تقديم استقالتهما (كما فعلت رئيسة الحكومة غولدا مئير ووزير الدفاع موشيه ديان بعد نصف سنة على حرب يوم الغفران، ووزير الدفاع اريئيل شارون الذي تم اجباره على تقديم استقالته بعد نصف سنة على مذبحة صبرا وشاتيلا في حرب لبنان الاولى في 1982).
الشخص الوحيد الذي احتمالية انهاء منصبه في الموعد هو رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي جهازه تقريبا لم ينشغل بحماس (باستثناء عدة عمليات تصفية نسبت له خارج اسرائيل). مع ذلك، برنياع ايضا، وبالاساس سلفه الذي اعترف في السابق بالخطأ الذي ارتكبه، كانا مشاركين في سياسة نتنياهو حول تمويل حماس. ومن اجل التوصل الى عزل نتنياهو وغالنت فانه مطلوب خطوة تحطم الروتين والوضع القائم. حتى وقت متأخر أمل الكثيرون أن استقالة بني غانتس وغادي ايزنكوت ستحدث رد متسلسل يؤدي الى انهاء ولاية نتنياهو وغالنت. ولكن يبدو أنهما، اللذان اعتبرا الأمل لمعسكر الاحتجاج ومعارضي نتنياهو، يستخدمان نفس صمغ نتنياهو وغالنت، الذي يبقيهما على كرسيهما.
لذلك، يجب مطالبة كل مسؤول في المستوى التنفيذي عن الفشل بتقديم استقالته في القريب، على أمل أن هذه الاستقالات ستؤدي الى اقصاء نتنياهو وغالنت، ومعهما كل حكومة الفشل، من الساحة العامة، وستمهد الطريق لاجراءالانتخابات واحداث التغيير المأمول الذي سينقذ دولة اسرائيل من السير الحثيث نحو الهاوية.