هآرتس: انفجار الاوضاع في الضفة الغربية سيضر الفلسطينيين، وكذلك الاسرائيليين

هآرتس 26/2/2025، ايتي ماك: انفجار الاوضاع في الضفة الغربية سيضر الفلسطينيين، وكذلك الاسرائيليين
في 21 كانون الثاني بدأت في الضفة الغربية عملية “السور الحديدي” في مخيمات اللاجئين، جنين، طولكرم ونور شمس. وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أكد على أن الامر لا يتعلق بنشاطات محدودة ضد التنظيمات الارهابية هناك، بل هو يتعلق بتنفيذ خطة اليمين المتطرف، اخلاء السكان من المخيمات لفترة طويلة. اليمين المتطرف وممثلوه في الحكومة وفي الكنيست يحتفلون، والوزير بتسلئيل سموتريتش اجتاز نسبة الحسم في الاستطلاعات، والوزير كاتس والجيش يقولون أنه هكذا سيدافعون عن الاسرائيليين من “الارهاب الاسلامي”.
ازاء عودة الرئيس ترامب الى البيت الابيض وضعف منظومة القانون والنظام الدولية حتى قبل ذلك، لا يبدو أنه توجد في هذه المرحلة أي جهة دولية يمكنها وضع الكوابح امام سلوك حكومة اسرائيل. ايضا على الصعيد الداخلي في اسرائيل فانه لا توجد أي جهة مهمة في المعارضة معنية بحقوق الانسان ومصير الفلسطينيين الذين اضطروا الى ترك بيوتهم بسبب نشاطات الجيش الاسرائيلي في مخيمات اللاجئين، أو في اماكن اخرى في الضفة بسبب مذابح وارهاب نشطاء اليمين.
اسرائيل تتصرف بشكل غريب، وليس فقط تجاه السكان الفلسطينيين. فاحلام اليمين المتطرف، تحويل الضفة الغربية الى غزة وجنوب لبنان، تتجاهل حقيقة أنه في برميل المواد المتفجرة الذي يحاولون تفجيره يعيش تقريبا نصف اسرائيلي، في 147 مستوطنة رسمية و236 بؤرة استيطانية ومزرعة معزولة، باستثناء شرقي القدس (حسب معطيات حركة “السلام الآن”). انتشار المستوطنات والبؤر الاستيطانية في كل ارجاء الضفة يضر بشكل كبير بالفلسطينيين، وبالقدرة ايضا على حماية من يعيشون فيها بنجاعة.
في الشباك وفي الجيش لا ينجحون في احباط كل العمليات الارهابية. فقط في يوم الخميس الماضي تفجرت عبوات في ثلاث حافلات في مدن في مركز البلاد، في اطار ما ظهر كمحاولة تنفيذ عملية متعددة الساحات. الضفة الغربية فيها الكثير من السلاح بدرجة غير مسبوقة. لذلك، تفجر برميل المواد المتفجرة هذا سيستدعي ايضا عدد لانهائي من العمليات الارهابية في الضفة الغربية وداخل اسرائيل، وفي الشباك والجيش يتوقع أن يواجهوا صعوبة كبيرة في تصفية هذا الارهاب.
في الانتفاضة الثانية ايضا لم يتم احباط عدد كبير من العمليات الارهابية، وبسبب ذلك قتل واصيب عدد كبير من الاسرائيليين. في حينه كان يعيش في الضفة الغربية فقط 228 ألف اسرائيلي فقط في 120 مستوطنة رسمية و90 بؤرة استيطانية. الامر الصادم في هذه العمليات هو قتل الفتيين يعقوب كوبي مندل ويوسف ايش بوسكيله، عندما كانا يتنزهات قرب بيتهما في تقوع. دائما حكومات اسرائيل ومعظم الجمهور الاسرائيلي اعتادوا على تجاهل تحذيرات نشطاء حقوق الانسان الذين يدافعون عن حقوق الفلسطينيين في الضفة. ايضا شاهدنا كيف أن حكومة نتنياهو ومؤيديها تجاهلوا التحذيرات المتكررة من أن اهداف الحرب في غزة متناقضة، وأنه لا يمكن اعادة جميع المخطوفين على قيد الحياة، وفي نفس الوقت شن حرب ضروس ضد حماس. الآن ايضا يبدو أن اهداف الحرب في الضفة متناقضة. فلا يمكن تفجير برميل المواد المتفجرة هناك والتسبب ببدء انتفاضة، التي ستكون اوسع ومسلحة اكثر من سابقاتها، وفي نفس الوقت تقليل المس بأرواح وحياة الاسرائيليين الذين يعيشون في داخل هذا البرميل وخارجه ايضا. يتوقع أن يحدث بالضبط العكس.
بدلا من الكذب على الجمهور الاسرائيلي يجب قول الحقيقة له. اذا تفجر برميل المواد المتفجرة في الضفة فليس فقط الفلسطينيون هم الذين سيتضررون، بل ايضا المدنيين الاسرائيليين. وسيمر وقت طويل وسيكون الكثير من الضحايا الى أن يهدأ اشتعال البرميل، ومرة اخرى سننتظر انفجاره القادم.
مثلما كان في المرات السابقة فان تفجير برميل المواد المتفجرة لن يجلب أي حل حقيقي، بل فقط سيوسع دائرة الضحايا والثأر وسفك الدماء في الطرفين.