ترجمات عبرية

هآرتس – انشل بابر يكتب – الفائزة الاكبر في الانتخابات هي اليهودية الاصولية

هآرتس – بقلم  انشل بابر – 24/3/2021

اذا تم تشكيل حكومة نتنياهو السادسة فسيتم تشكيلها بدعم اليمين المتطرف، وهذا سيكون مثابة شرخ عميق بين المجتمعين اليهوديين الكبيرين في اسرائيل وفي امريكا. الآن المهمة الاسمى لاسرائيل الثانية، المنفتحة، هي صياغة حلم اسرائيلي ويهودي جديد للقرن الواحد والعشرين  “.

نتائج العينات في التلفزيون ما زالت لا تضمن لبنيامين نتنياهو الاغلبية المأمولة في الكنيست القادمة، لكن الآن اصبح من الواضح أن الفائزة الاكبر في انتخابات الكنيست الـ 24 هي اليهودية الاصولية. الاحزاب الثلاثة التي تمثل اليهودية العنصرية والانفصالية، فازت معا ليس بأقل من عشرين مقعدا. ويجب أن نضيف اليها اعضاء كنيست من الليكود، الحزب الذي تفاخر ذات يوم بأنه “حركة وطنية ليبرالية”، واعضاء يتبنون بشكل علني مواقف مشابهة.

في الكنيست القادمة سيكون على الاقل عضوين من الكهانيين الجدد، وعلى الاقل عضو واحد، الذي كراهيته للمثليين هي عقيدته. النجاح المخيف لقائمة الصهيونية الدينية لم يأت تقريبا على حساب الحزبين الدينيين، شاس ويهدوت هتوراة، رغم أنه في سنة الكورونا الاخيرة تم جذبهما الى قطب متطرف واكثر انفصالا من أي وقت. واذا شكل نتنياهو حقا حكومة فهم سيتولون وزارات في الحكومة ولجان كنيست رئيسية وسيؤثرون على حياتنا. ليس فقط أن 20 في المئة تقريبا من المصوتين صوتوا للاصولية اليهودية، بل هم فعلوا ذلك بمباركة وتشجيع من رئيس حكومة اسرائيل.

بدون أي صلة بالنتائج الحقيقية، فقد فتحت أمس رسميا حرب على مستقبل اليهودية وعلى روح اسرائيل. اذا تم تشكيل حقا حكومة نتنياهو السادسة وكانت مرهونة بأصوات الاصوليين فهذا سيكون مثابة شرخ عميق بين المجتمعين اليهوديين الكبيرين. اسرائيل نتنياهو وايتمار بن غبير لم يبق لها تقريبا أي قيم مشتركة مع يهود امريكا، التي 80 في المئة من مواطنيها صوتوا قبل اربعة اشهر لصالح الرئيس جو بايدن الديمقراطي. حكومة غفني – ليتسمان – درعي التي ستصمم، وستحصل كما يبدو، على قانون جديد للتهويد مع فقرة استقواء ضد محكمة العدل العليا، ستكون طلاق لا رجعة عنه بين اسرائيل والحركات الاصلاحية والمحافظة، التي تشكل التيارات الرئيسية لليهود في الشتات.

المفارقة الكبيرة هي أن كل ذلك يحدث برعاية أحد رؤساء الحكومة الاكثر علمانية الذين كانوا في اسرائيل. نتنياهو منذ فترة طويلة انفصل عن يهود الشتات الذين في فترة توليه منصب السفير في نيويورك قاموا بتحويله الى نجم ساطع، وقاموا بتمويل حملاته الانتخابية الاولى لرئاسة الليكود والحكومة. نتنياهو الآن متصل فقط بأصحاب مليارات يهود يمينيين معدودين، وبمؤيديه المسيحيين الافنغلستيين. ولكن اذا لم تعد لديه أي علاقات وثيقة مع يهود امريكا الليبراليين فهو ما زال يدرك جيدا التأثير السلبي الذي سيكون لتشكيل حكومة عنصرية – اصولية على صورة اسرائيل في العالم.

اذا تحققت نتائج العينات فان نتنياهو سيسارع الى القاء خطاب فوز وسيعد بتشكيل “حكومة يمينية مستقرة” مع “الشركاء الطبيعيين لليكود”. ولكن في اليوم التالي للخطاب هؤلاء الشركاء الطبيعيين سيتحولون الى وجع الرأس الاكبر بالنسبة له. قائمة طلباتهم لتولي المناصب والتشريعات فقط ستطول وستثقل، في اللحظة التي سيطلب فيها منهم ليس فقط الدعم لتشكيل الحكومة، بل ايضا سن قانون يمنحه الحصانة من اجل عدم تقديمه للمحاكمة.

ولكن وجع رأس نتنياهو ما زال لا يعتبر سببا لرضى الوسط الليبرالي في اسرائيل. النتائج المخيبة للآمال لحزب يوجد مستقبل واسرائيل بيتنا اثبتت أن محاولات طرح بديل للتحالف بين الليكود والاصوليين قد فشلت. وتأجيج غضب العلمانيين على الاصوليين، المبرر بحد ذاته، لا يجذب مصوتين كثيرين في الواقع الاسرائيلي. الكراهية والغضب ربما هما برنامج انتخابي ناجح للطرف اليميني والاصولي في الخارطة السياسية، لكن اغلبية الاسرائيليين ما زالوا يبحثون عن بشرى اكثر تفاؤلا.

في هذه الانتخابات تم الاثبات بأن “فقط ليس بيبي” هو شعار ضيق جدا من اجل تشكيل بديل للحكم، وأن كراهية الاصوليين لا تشكل ايديولوجيا. المهمة الاسمى لاسرائيل الثانية، اسرائيل المنفتحة، التي يجب أن تعتبر ايضا الاسرائيليين غير اليهود مواطنين متساوين تماما، هي صياغة حلم اسرائيلي ويهودي جديد للقرن الواحد والعشرين. في ظل غياب هذا الحلم سيواصل الاصوليون اليهود الاندفاع الى الامام.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى