ترجمات عبرية

هآرتس: انتهاء زيارة بلينكن يشير الى الاقتراب من مرحلة جديدة، اكثر خطورة، للحرب

هآرتس 22/8/2024، عاموس هرئيل: انتهاء زيارة بلينكن يشير الى الاقتراب من مرحلة جديدة، اكثر خطورة، للحرب

عودة وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، من الشرق الاوسط الى الولايات المتحدة تشير الى اقتراب مرحلة جديدة، ربما أكثر خطرا، للحرب. يبدو أن احتمالية التوصل الى صفقة التبادل في الفترة القريبة انخفضت جدا. سفر بلينكن حقق الهدف الرئيسي للادارة الامريكية. فقد شكل هنا نوع من الدرع البشري الذي يضمن أنه لن يحدث أي هجوم من قبل ايران أو حزب الله على اسرائيل في وقت افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو.

يبدو أنهم في واشنطن أملوا استمرار هذه المعجزة حتى القاء خطاب التتويج للمرشحة كمالا هاريس هذا المساء. لكن المشاكل الاساسية للازمة بقيت على حالها. فالمفاوضات عالقة، والآن توجد احتمالية في أن تتوقف ايران، وبالاساس حزب الله، عن التباطؤ، ويحاولان تنفيذ الهجوم الانتقامي في اعقاب عمليات الاغتيال في طهران وبيروت. ايضا في هذه الحالة التوتر على الحدود مع لبنان يزداد سخونة. خلال ليلتين قام سلاح الجو بقصف مخازن سلاح كبيرة لحزب الله في البقاع في لبنان. وحزب الله يرد باطلاق كثيف، تقريبا 100 صاروخ، وعدد من المسيرات كل ليلة نحو الجليل وهضبة الجولان. صباح أمس اصيب شخص اصابة طفيفة بشظايا صاروخ في كتسرين في هضبة الجولان، وتضررت بعض البيوت. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، العميد دانييل هجاري، اتهم حزب الله بالمس المتعمد بالمدنيين وحذر من أن اسرائيل ستقوم بالرد.

من الصعب معرفة الى أي درجة الادارة الامريكية تؤمن بامكانية اغلاق الفجوة الكبيرة بين الطرفين في المفاوضات حول الصفقة. ولكن الرئيس الامريكي، جو بايدن، ومساعدين، حرصوا على البث في الاسابيع الاخيرة تقديرات متفائلة حول احتمالية التقدم في المفاوضات. في عملية مختلف عليها اعلنوا ايضا بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وافق على الخطة المقترحة، وايضا ادخلوا عليها عدد من التحديثات لصالح اسرائيل.

حماس حتى الآن، بشكل غير رسمي، رفضت الخطة. وفي غضون ذلك، مثلما تصرف في الاشهر الاخيرة، نتنياهو ارسل رسائل متناقضة. فقد وعد “قاعدة” اليمين بأنه لن يتراجع عن طلباته وسيصمم على استمرار سيطرة اسرائيل على محور فيلادلفيا وممر نتساريم.

كجزء من جهود تأجيل هجوم الانتقام، قام الامريكيون ببناء توقعات حول قمة الدوحة في نهاية الاسبوع الماضي، من اجل اقناع ايران بعدم المهاجمة. ولكن الآن، حيث يبدو أن المفاوضات فشلت، يبدو أن هذا التأطير يمكن أن ينتقم منهم. الموضوع هو أن اهداف وطموحات ايران وحزب الله ليست متساوقة بالضرورة. المتحدث بلسان حرس الثورة قال أول أمس بأن الثأر لموت رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية، يمكن أن يحدث فقط بعد فترة طويلة، وأن يتم تنفيذه بأشكال مختلفة لا تتطابق مع اشكال عمل سابقة (ربما الاشارة هي لهجوم ايران بالصواريخ والمسيرات على اسرائيل في شهر نيسان الماضي، وأنه في هذه المرة سيتم في النهاية تبني خطة مختلفة).

“نيويورك تايمز” استنتجت من هذه الاقوال بأن هناك احتمالية أن تكون ايران قد جمدت خططها. هذه الاعتبارات تتعلق كما يبدو ايضا بالوضع الداخلي في ايران، الازمة الاقتصادية الشديدة وتسلم الرئيس الجديد، مسعون بزكشيان، لمنصبه. ويمكن الافتراض بأن الاستعداد العسكري الواسع للولايات المتحدة في الشرق الاوسط كمساعدة للدفاع عن اسرائيل، سيؤثر على اتخاذ القرارات في طهران. حسب الصحيفة فان المرشد الاعلى علي خامنئي في الحقيقة أمر بتنفيذ رد مباشر ضد اسرائيل بعد صدمة الاهانة التي احدثتها تصفية اسماعيل هنية. ولكن كلما مر الوقت يقوم النظام في ايران بتحليل جديد للوضع الاقليمي. ربما وصل الى الاستنتاج بأنه لم تنضج بعد الظروف لرد مباشر وكثيف.

حزب الله، حسب الانطباع في الاستخبارات الاسرائيلية، يبدو مصمم اكثر على تنفيذ الرد في وقت قريب نسبيا. في جهاز الامن يستعدون لسيناريوهات مختلفة منها محاولة حزب الله المس بقواعد الجيش الاسرائيلي في شمال ومركز البلاد. في هذه الاثناء يبدو أن هناك تسخين واضح في تبادل اللكمات في الشمال. وهناك جهود تبذل من قبل الجيش الاسرائيلي لمهاجمة اهداف رئيسية لحزب الله، مثل مخازن السلاح وقتل النشطاء الميدانيين الكبار. هذه المواجهة تحدث كما يبدو بشكل منفصل عن الحساب المفتوح على تصفية رئيس اركان الحزب، فؤاد شكر، في نهاية شهر تموز الماضي. التصعيد المستمر يمكن أن يندمج في خطط الحزب العامة.

الاحتكاكات المتزايدة في الشمال مرتبطة بما يحدث في الساحات الاخرى. اسرائيل قامت أمس باغتيال خليل المقدح، شخصية فلسطينية رفيعة في لبنان. المقدح الذي قتل هو وثلاثة نشطاء آخرين بصاروخ اصاب السيارة التي كانوا فيها قرب صيدا، كان رسميا عضو في الذراع العسكري في فتح، لكن عمليا هو عمل مع حزب الله ومع حرس الثورة في لبنان على تمويل وتوجيه العمليات التي تنطلق من الضفة الغربية. من غير المستبعد أنه يوجد لعملية الاغتيال علاقة غير مباشرة بالعملية في تل ابيب في مساء يوم الاحد، التي اصيب بها مواطن اسرائيلي وقتل المخرب من نابلس في انفجار عبوة ناسفة. المعركة في هذه المرحلة متعددة الساحات ومتشعبة وتوجد في خطر متواصل لاشتعال كبير. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى