هآرتس: اليوم التالي نحن نعيش فيه جاء على الفور بعد تبدد صدمة 7 اكتوبر
هآرتس 31/7/2024، جاكي خوري: اليوم التالي نحن نعيش فيه جاء على الفور بعد تبدد صدمة 7 اكتوبر
احد الادعاءات ضد نتنياهو وحكومته فيما يتعلق بانهاء الحرب هو أنه لا توجد لديه أي رؤية أو خطة عملياتية لـ “اليوم التالي”. لأنه لو كانت لديه مثل هذه الخطة لكان من السهل عليه ملء الفراغ، ولكان الجمهور سيعرف من الذي سيحكم في القطاع، وربما ايضا من الذي سيحكم كل الساحة الفلسطينية. ولكن هذا الادعاء غير دقيق. صحيح أنه في الرأي العام في اسرائيل غير مستعدين للتحدث عن تسوية سياسية نهايتها دولة فلسطينية في الضفة وفي القطاع، لأن ذلك سيكون اعتراف بالهزيمة ودليل على أن “العنف والارهاب” مجديان. ولكن يجب الاعتراف بأن “ما يدفع به قدما نتنياهو وحكومته هو خطة اليوم التالي؛ خطة عملية تماما في نظر اليمين المسيحاني”.
هذه الخطة خرجت الى حيز التنفيذ على الفور بعد صدمة 7 تشرين الاول، وهي تتقدم بوتيرة معقولة بالنسبة لهم. في الحقيقة هي تجبي ثمنا هستيريا من الفلسطينيين وثمنا باهظا من الاسرائيليين، الذين حتى بعضهم ينتمون لنواة ايديولوجية واحدة – المستوطنون – إلا أنهم يعتبرون ضحايا تتم التضحية بهم في سبيل القضية النبيلة، بالضبط مثل المخطوفين.
ما هو هدف الخطة؟. بعد تسعة اشهر على الحرب فان اسرائيل اصبحت تسيطر على القطاع، وهناك حاجز وممر في نتساريم وتواجد في محور فيلادلفيا وسيطرة على كل المعابر، ولا أحد يدخل من غزة أو يخرج منها بدون مصادقة اسرائيل. هذه مسألة وقت الى حين رؤية الكرفانات في شمال القطاع، وفي الضفة الغربية تحدث “معجزة”، كما قالت الوزيرة اوريت ستروك: تلة اخرى وبؤرة استيطانية اخرى وطرد آخر للتجمعات. الجيش يقوم بعمل جيد، وهكذا مليشيات المستوطنين. بدون ضغط، دونم هنا ودونم هناك، القليل من العقوبات والقليل من الادانة وكل شيء على ما يرام.
الفلسطينيون بالطبع يتم علاجهم عسكريا واستخباريا. كل مسلح دمه مهدور، حتى لو كانت في غرفة النوم، في قلب مخيم للاجئين. القيادة الفلسطينية بكل فصائلها لا يتم الشعور بها. هي مشغولة وذهبت حتى الصين كي تجد صيغة للوحدة، التي لا أحد يعرف كيفية تطبيقها وتوزيع ما تبقى من الكعكة. مشهد بائس ومهين.
العالم الآن لامبالي ومتعب، سواء ازاء ما يحدث في القطاع أو في الضفة الغربية. في هذا الاسبوع الجميع تملكهم الخوف بعد الحادثة الفظيعة في مجدل شمس من أن يؤدي ذلك الى حرب اقليمية. ولكن ماذا سيحدث لغزة؟، من يهمه ذلك، ليمت كل يوم عشرة اطفال. لا يوجد ما يدعو الى الاستعجال، سننتظر حتى الانتخابات الامريكية، سنعيش ونرى.
في قطاع منظومة انفاذ القانون وحراس العتبة يمكن الاكتفاء بذكر “سديه تيمان”. مسموح للاسرائيليين فعل كل شيء، السرقة، القتل، الطرد والقمع. لا أحد يهمه ذلك. دائما يمكنهم تبرير الجريمة بذرائع مثل “معالجة الارهاب” أو “الأمن الوطني”. المنظومة في نهاية المطاف ستنحني وتتراجع، بدءا بالمحكمة العليا ومرورا بالنيابة العامة وانتهاء بالمستشارة القانونية للحكومة.
اليمين يدرك جيدا بأن الخطة تتقدم حسب ما خطط له، سواء على الارض أو في مكاتب الحكومة وفي وسائل الاعلام ايضا. حتى لو تم اسقاط الحكومة فستكون انتخابات، وهم سيحققون الهدف. لأنه في نهاية المطاف لا توجد معارضة حقيقية، ولا يوجد بديل متحد، وتقريبا جميع اعضاء الكنيست صوتوا ضد الدولة الفلسطينية ويكررون نفس الشعارات، والاستطلاعات بدأت في التوازن. الحفل انتهى.
من الذي يقول بأنه لا توجد خطة لليوم التالي؟.