ترجمات عبرية

هآرتس: اليمين المتطرف يضيف الزيت الى الشعلة وقد يؤدي هذا الى الانفجار في الضفة الغربية

هآرتس 29/8/2024، عاموس هرئيل: اليمين المتطرف يضيف الزيت الى الشعلة وقد يؤدي هذا الى الانفجار في الضفة الغربية

الجيش الاسرائيلي ينفذ من الامس ثلاث عمليات على مستوى الوية في شمال الضفة الغربية. في مدينة جنين وفي مخيم اللاجئين الفارعة في الغور وفي مخيم اللاجئين نور شمس في طولكرم. خلال اقل من يوم تم الابلاغ عن عشرة قتلى بفلسطينيين بالنار الاسرائيلية. النشاطات العنيفة تعكس الارتفاع الكبير في حجم الانذارات حول تنفيذ عمليات قريبة، لكن التوتر يزداد ايضا على خلفية اسهام اسرائيل الذي يأتي من الحكومة. في جهاز الامن يقلقون من تأثير استفزازات وزير الامن الوطني، ايتمار بن غفير، في الحرم. في موازاة ذلك تزداد هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية، والمهاجمون يشعرون بأنهم يحصلون على الدعم من ممثليهم في الائتلاف.

الحرب في الضفة منذ 7 اكتوبر هي الاشد من حيث القوة منذ انتهاء الانتفاضة الثانية في العام 2006. وحتى الآن الحرب التي تجري في القطاع وعدد القتلى الكبير في الضفة، اكثر من 600 شخص خلال عشرة اشهر ونصف، لم تجرف حتى الآن الجمهور الفلسطيني الواسع في الضفة الى الانضمام مثلما كانت الحال في الانتفاضات السابقة.

لكن المزيج الحالي يقرب الضفة من نقطة غليان جديدة. بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والقادة الكبار في جهاز الامن يجري نقاش مطول حول مسألة متى يجدر انهاء الحرب في القطاع، لتقليص الجهد الهجومي هناك وتركيز الاهتمام على الحدود مع لبنان في موازاة الجهود المبذولة من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة وفي الشمال.

ولكن هذا النقاش يستند الى الافتراض بأن الضفة الغربية بقيت قطاع استثنائي. نطاق الحرب هناك وعدد العمليات في الضفة التي في جزء منها موجهة الى مركز البلاد (مثل المخرب من نابلس الذي فجر نفسه في حي الامل في تل ابيب في منتصف الشهر الحالي)، يمكن أن تحولها الى ساحة رئيسية في الحرب. الجيش الاسرائيلي يحتفظ الآن في الضفة الغربية بـ 19 كتيبة، 7 كتائب منها على خط التماس (توجد كتائب اخرى من حرس الحدود). 

في بداية الحرب كانت توجد 30 كتيبة، وفي ذروة الانتفاضة كان ضعفي هذا العدد. كل اندلاع اكثر خطورة في الضفة سيلزم بضخ اضافي للقوات والقاء المزيد من العبء على منظومة الاحتياط المنهكة اصلا بسبب الحاجة الى الدفاع عن حياة حوالي نصف مليون اسرائيلي. جوهر التهديد من ناحية اسرائيل يوجد في شمال الضفة الغربية، بالاساس في مخيمات اللاجئين. نابلس قادت قبل سنتين توجه جديد للتنظيمات المحلية، حول خلية جديدة اطلقت على نفسها “عرين الاسود”. الاحتكاكات العسكرية في المدينة خفتت قليلا بعد قتل معظم قادة هذه الخلية أو تم اعتقالهم. ولكن في جنين وطولكرم ومخيمات اللاجئين هناك توجد منذ ذلك الحين نهضة كبيرة لمجموعات مسلحة تعمل بالهام الحرب في غزة، واحيانا يتم تشخيصها بشكل مباشر مع حماس. قسم كبير من الاموال، التعليمات والسلاح، يأتي من الخارج، ايران وسوريا ولبنان وتركيا، عبر قيادات الخارج لهذه التنظيمات.

حقيقة أن الحدود الشرقية بين الاردن والضفة مخترقة تسهل عمليات التهريب. ايران وحزب الله يبذلان في السنوات الاخيرة جهود منسقة لتهريب الى الضفة العبوات الناسفة التقنية والبنادق والمسدسات. يبدو أنهم يحققون نجاح غير قليل. نقطة ضعف اخرى تتعلق بخط التماس. العائق الذي اقيم قبل عشرين سنة في فترة الانتفاضة الثانية تم اهماله خلال هذه السنين وفقد بعض نجاعته، ايضا هناك ثغرات لم يتم اغلاقها في أي يوم. الجيش الاسرائيلي والشباك لا يتعاملون مع منطقة يمكن تطويقها واستيعابها، بل مع منطقة مخترقة، فيها عدد المسلحين والسلاح والدافع للقتال، كلها توجد في تصاعد، بالاساس منذ 7 اكتوبر. كل ذلك يندمج مع تصميم جهات في اليمين على اضافة باستمرار الزيت على النار. الحرم كما يبدو هو المادة القابلة للاشتعال الاكبر من بينها. 

استمرار الملاحقة في القطاع

مسألة انقاذ فرحان القاضي أول أمس وفرت لحظة نادرة من ارتفاع المعنويات. النجاح يستند في هذه المرة على حظ كبير. قوة من الفرقة 162 قامت بتمشيط لبضعة ايام منشأة متشعبة للانفاق في جنوب القطاع. حسب رواية الجيش فان حراس القاضي هربوا وتركوه داخل غرفة صغيرة يوجد فيه الماء والقليل من الطعام. القاضي سمع الجنود اثناء دخولهم الى النفق وطلب منهم المساعدة باللغة العبرية. بعد انقاذ جثة الجندي الذي قتل في 7 اكتوبر أمس في جنوب القطاع فان عدد المخطوفين في القطاع انخفض الى 107، تقريبا نصفهم ليسوا أحياء.

العمليات الاخيرة تعكس تحسن ما في نتائج الجهود التي تبذل لاعادة المخطوفين، ولكن لا يمكن تجاهل أنه حتى الآن قوات الامن حررت فقط ثمانية من المخطوفين الاحياء وتم العثور على اكثر من عشرين جثة للمخطوفين. في كل عملية مثل هذه العمليات تبذل جهود استخبارية وعملياتية الى جانب تعريض حياة المقاتلين للخطر (الاخطار تزداد في عملية انقاذ مخطوف على قيد الحياة). على الاغلب العملية يتم تأجيلها أو يتم تعديلها خوفا من المس بحياة المخطوفين في اثنائها. مع ذلك، معروف أن عدد غير قليل من المخطوفين قتلوا في الهجمات الاسرائيلية.

انقاذ القاضي هو المرة الاولى التي يتم فيها انقاذ مخطوف على قيد الحياة من داخل نفق، هذا بفضل أن حراسه هربوا. في معظم الحالات تقوم حماس بوضع حراسة مشددة على المخطوفين، ونحن نعرف عن مخطوفين تم قتلهم على يد آسريهم عندما اقتربت قوات الجيش منهم. مع ذلك، العملية في جنوب القطاع تضاف الى سلسلة عمليات في الفترة الاخيرة التي استأنفت الضغط العسكري على حماس. المنظمة تفقد السيطرة على عدد من الانفاق. والقادة الكبار الذين بقوا أحياء يشعرون بأنهم مطاردون. في المناطق التي يجري فيها قتال اكثر شدة مثل رفح، ومؤخرا خانيونس مرة اخرى، فان قيادة الذراع العسكري تجد صعوبة في السيطرة على نشاطات المستويات الادنى، واتخاذ القرارات يمنح للقيادة في الميدان. جزء كبير من سلسلة القيادة العسكرية في حماس تم استبدالها بسبب قتل واصابة القادة الكبار.

يبدو أن اسرائيل ما زالت تبذل جهود كبيرة في محاولة لقتل أو اعتقال رئيس حماس يحيى السنوار. هذا ليس بالضرورة سيكون عملية حاسمة في الحرب – حماس تغلبت في السابق على تصفية قادتها. ولكن ستكون اهمية للمس بمخطط المذبحة مع محمد ضيف. لذلك فانه سيتم استكمال تصفية المجموعة العليا التي قادت الهجوم الارهابي. من غير الواضح كيف سيؤثر هذا التطور، اذا حدث، على المفاوضات حول صفقة التبادل. السنوار في هذه الاثناء هو الذي يملي مسار المفاوضات ويقود الخط المتشدد لحماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى