هآرتس: اليسار هو القلق على المخطوفين، اليمين هو البركة المرممة
هآرتس 27/8/2024، ب. ميخائيل: اليسار هو القلق على المخطوفين، اليمين هو البركة المرممة
القلب وبحق منكسر بسبب معاناة عائلة نتنياهو الفظيعة. فهي عالقة بين قرني معضلة فظيعة. الى أين تذهب؟ أي قرن من قرني المعضلة ملح أكثر ومشتعل اكثر وحيوي أكثر؟ ترددها مفهوم. يوجد في نهاية المطاف مبررات للامرين. تقرير أي واحد منهما يتم علاجه أولا، هل تحرير المخطوفين أم ترميم البركة؟ هذا قرار صعب، أنا لا أحسدهم.
من المرجح الافتراض بأن الشخص الذي جهاز تنظيم نبضات قلبه، الطبيعي أو الصناعي، مزود ايضا بمولد الرحمة والمسؤولية. في مثل هذه الحالة كان سيلجأ الى شريكته والقول لها بلطف: يا رفقة (رشيل أو ليئا)، زوجتي العزيزة، هل مهم لك لو أننا قمنا بتأجيل الترميم الغبي للبركة الى حين انتهاء الحرب؟ هل أنت موافقة على ذلك؟ هل هذا ممكن؟ هل ربما نقوم بتركيب حمام في المكان؟. هو يقول ذلك ووجه شاحب قليلا.
في المقابل، الشخص الذي جهاز تنظيم نبضات قلبه مصنوع من التفلون أو من مادة اخرى، ولكونه متحرر كليا من الاعراض الجانبية المزعجة للرحمة والمسؤولية، كان سيترك لزوجته مواصلة نهب خزينة الدولة طالما أنهما يستطيعان ذلك.
لكن بغض النظر عن العرض الغريب للانغلاق والجشع والانانية للزوجين الحاكمين، هناك ايضا تجسيد ممتع للفرق بين اليسار واليمين. هما مختلفان عن بعضهما وبحق حول المبدأ الاساسي، مركز الهدف وجوهر الوجود. في مركز وجود اليسار يوجد الانسان وحياته ورفاهه وحقوقه وسلامته. الانسان، أي انسان، هو الهدف.
في مركز وجود اليمين من جهة اخرى، توجد كل الانواع: العلم، الكرامة، الارض، العرق، الجنس، الدين، الخالق، المعبد، المسيح ومجموعة مختارة من الطواطم المقدسة الاخرى. وفي احيان كثيرة ايضا تمجيد ثروة اصحاب رؤوس الاموال.
بالنسبة لليمين فان الانسان لا يعتبر الهدف، بل الوسيلة فقط. هو الأداة التي مهمتها خدمة بخضوع كل القائمة المذكورة اعلاه. يعززها بعرق جبينه ويمولها بعمله ويدافع عنها بدمائه. باختصار، اليسار هو القلق على المخطوفين، واليمين هو البركة المرممة، هذه هي كل القصة. وكل ما عدا ذلك هو اضاعة للوقت.
من المهم التأكيد على أنه يمكن للانسان تعريف نفسه كما يشاء، يمين أو يسار أو وسط أو فوق أو تحت أو كل شيء. هويته تحددها افعاله، افعاله فقط. الرمز الذي يضعه على ياقته أو العلم لا توجد له أي اهمية. للاسف الشديد، حسب معرفتي بالعالم الروحاني والعملي للزوجين أنا مستعد للرهان بأن البركة سيتم ترميمها قبل عودة المخطوفين الى بيوتهم.
مؤخرا تجري نقاشات صاخبة في اوساط الجمهور حول “المسؤولية”. من هو المسؤول عن الهاوية التي نذهب نحوها بسرعة. هل هو بيبي؟ الجيش؟ الاستخبارات؟ الحكومة السابقة؟ الاحتباس الحراري؟ الضحايا؟. فوضى.
رغم أنني لست رئيس الدولة إلا أنني ارغب في اقتراح حل وسط، الجميع سيتفقون على أن المسؤولين الاوائل عن كارثة المذبحة هم كل الاغبياء أو الاشرار الذين صوتوا لطرف في الائتلاف. هذه الاحزاب ملأت الكنيست بـ 64 خرقة بالية وخاضعة، التي لم تكتف فقط بانزال الشرير علينا الذي يجرنا الى الهاوية ، بل ايضا هي تحافظ على بقائه. وهي بدون ادنى شك المسؤولة مع أل التعريف.
يوجد لدي أمل غبي، أنه في الانتخابات القادمة (اذا كانت انتخابات) سيتدفق الناخبون الى صناديق الاقتراع ولكنهم في هذه المرة سيصوتون لاحزاب الانسان وليس لاحزاب البركة المرممة.
خيبة الامل مضمونة.