ترجمات عبرية

هآرتس: الى أن يأتي ترامب أو هاريس، يتوقع أن تختطف الحكومة الاسرائيلية بقدر استطاعتها

هآرتس 6/11/2024، تسفي برئيل: الى أن يأتي ترامب أو هاريس، يتوقع أن تختطف الحكومة الاسرائيلية بقدر استطاعتها

الرئيس أو الرئيسة، اللذان سيدخلان بعد شهرين تقريبا الى البيت الابيض لن يقوما بتغيير حقيقة كونية واحدة وهي أنه في دولة اسرائيل ستواصل الحكم نفس العصابة، لكن مسموح لنا الحلم. وهذه مرة اخرى هي نفس الاحلام الثابتة التي فيها اليمين واليسار في اسرائيل على ثقة بأن الواقع آخذ في التغير كليا لصالحهما. ولكن في الطريق الى تحقيقها فانه توجد الآن فترة شهرين تقريبا، التي سيكون فيها الرئيس جو بايدن ما يزال يتولى المنصب، ايران يمكن أن تشن حرب، وغزة تموت من الجوع، المزيد من الجنود سيقتلون كل يوم، والمخطوفون سيموتون في الانفاق، وسكان الشمال سينظرون بألم على البومات الصور لبيوتهم المتروكة والمدمرة، والانقلاب النظامي سيسير خطوة كبيرة نحو النصر المطلق. 

هذان الشهران خطيران بشكل خاص لأن حكومة اسرائيل يتوقع أن تستغلها من اجل أن تختطف وتبتلع بقدر استطاعتها وأن تضع حقائق على الارض وتغير خارطة الاحتلال في غزة وفي لبنان وتستغل كل لحظة سيجلس فيها في البيت الابيض رئيس يعتبر بطة عرجاء. ترامب أو هاريس يمكن أن يقررا حجم الحرب في غزة وفي لبنان ومدتها فقط بعد شهرين. وحتى ذلك الحين الحكومة ستشعر بأنه يجب عليها التوضيح لهما أن الطفرة في اسرائيل التي اصبحت في السنة الماضية وحش منتقم يستمتع بالقتل والتدمير والتفجير والتجويع، لن تستطيع اخضاعها.

محظور الانتظار، حسب اليمين، لأنه حتى لو فاز ترامب فانه لا يجب السماح بسيطرة النشوة. في الواقع مباركة سيطرة اسرائيل في المناطق منحها ترامب في السابق قبل اربع سنوات عندما نشر خطة “سلام للازدهار: حلم لتحسين حياة مواطني اسرائيل وابناء الشعب الفلسطيني” أو بالاسم التجاري “صفقة القرن”، التي تشمل ضمن امور اخرى، الاعتراف بالمستوطنات وضم القدس واجزاء من مناطق ج، وايضا لا تستبعد نقل بلدات عربية لسيطرة السلطة الفلسطينية في اطار تبادل الاراضي. ولكن هذا الحلم تكمن فيه عبوة ناسفة شديدة تهدد حلم المسيحانيين في اسرائيل. وهو الحلم الذي يشمل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، التي هي في الحقيقة ستكون صغيرة وضعيفة ومنزوعة السلاح، ولكنها دولة ذات سيادة. ومشكوك فيه احياء هذه الخطة اذا فاز ترامب، لكن لا ينبغي المخاطرة وانتظار ظهورها، لا سيما اذا فازت كمالا هاريس قد فازت. لأنه بالنسبة لكل اليمين، سواء كان مسيحانيا أو عقلانيا أو معتدلا، عندما يتعلق الامر بحل الدولتين فانه لا يوجد أي فرق بين هاريس وترامب. 

صواريخ من ايران؟ مسيرات من لبنان؟ انبعاث لحماس؟ أي شيء من ذلك لا يساوي التهديد الوجودي الذي يلوح من الآن مثل سيف مسلط على رأس اسرائيل، على شاكلة حل الدولتين، سواء بصيغة ترامب أو بصيغة هاريس. لحسن الحظ أنه بالذات يوجد جواب على هذا السيناريو المخيف يمكن استلاله من الخاصرة. هو يكمن في التطبيق الفوري لـ “خطة الحسم” لبتسلئيل سموتريتش، التي في اساسها توجد رؤية أن “حسم الصراع يعني التصميم الواعي، عمليا وسياسيا، على أن غرب نهر الاردن لا يتسع إلا لتقرير مصير وطني واحد، وهو اليهودي”. 

هذه الجبهة تحتاج الى تسوية على الفور وشرعنة البؤر الاستيطانية وضخ فيها عشرات ملايين الشواقل وتسريع السيطرة على اراضي اخرى وافراغ قرى فلسطينية من سكانها. في موازاة ذلك يجب اعداد شمال القطاع، وبعد ذلك الجنوب، من اجل استيعاب اليهود وابعاد الـ 2.25 مليون فلسطيني بشكل دائم. الحديث لم يعد يدور عن حلم، بل عن استراتيجية تحتاج الى التنفيذ السريع، لأن العدو الامريكي، سواء صاحب الشعر الاشقر أو ذات الضحكة الجميلة، يقف على الباب. عندما تكون هذه هي الاستراتيجية فانه لا يوجد أي مكان للتلويح بـ “استنفاد العملية العسكرية”، أو ضرورة وقف الحرب لاطلاق سراح المخطوفين. ارض اسرائيل الكاملة تنتقل الآن الى مرحلة “النهضة”، ولن يتجرأ أي أحد على الازعاج.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى