ترجمات عبرية

هآرتس: الولايات المتحدة تضغط، ايران تتردد وإسرائيل ناضجة

هآرتس 11/8/2024، عاموس هرئيل: الولايات المتحدة تضغط، ايران تتردد وإسرائيل ناضجة

الادارة الامريكية اطلقت مؤخرا جهود مركزة اخرى في محاولة لانقاذ المفاوضات حول صفقة التبادل من حالة الجمود ومنع اشتعال شامل بين اسرائيل وبين ايران وحزب الله. كالعادة، بالنسبة للامريكيين هذه الجهود تشمل وعود كثيرة للاطراف واطلاق تصريحات متفائلة من غير الواضح مستوى علاقتها بالواقع، والى جانب ذلك عدد لا بأس به من التهديدات. احتمالية نجاح العملية الحالية بعد اخفاقات كثيرة لثمانية اشهر لا تبدو مرتفعة في هذه الاثناء. حتى الآن على الاقل الولايات المتحدة تحاول منع التدهور الى حرب اقليمية.

الادارة الامريكية تعمل في الوقت الذي تستمر فيه في الخلفية تهديدات انتقام ايران وحزب الله من اسرائيل في اعقاب عمليات الاغتيال في طهران وفي بيروت. مؤخرا بدأ هجوم احاطات في واشنطن، بحسبها جزء كبير من المشكلات في المفاوضات بين اسرائيل وحماس على وشك الحل، وبقيت فقط خطوات قليلة وصغيرة نسبيا لانهاء الصفقة. في نفس الوقت استخدمت ضغوط من اجل الموافقة على لقاء آخر مع الوسطاء. في مساء يوم الخميس اعلن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه وافق على ارسال بعثة اسرائيلية للقاء في 15 الشهر الحالي. وقبل ذلك سيتم عقد لقاءات تمهيدية. على الارض الجيش الاسرائيلي نفذ عدة هجمات جوية ثقيلة في القطاع، في واحدة منها تم الابلاغ عن 100 قتيل فلسطيني تقريبا. الجيش ايضا بدأ في عملية برية جديدة بحجم فرقة في خانيونس. 

التوقيت مهم. فبعد اربعة ايام على اللقاء المخطط له للمفاوضات سيبدأ مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي فيه ستتم المصادقة على ترشح نائبة الرئيس كمالا هاريس للرئاسة من قبل الحزب الديمقراطي. من المهم للرئيس جو بايدن ونائبته خلق الانطباع وكأن الامور اخيرا تتحرك بالايجاب في الشرق الاوسط. ولنفس السبب فان الادارة الامريكية غير معنية باندلاع حرب بين اسرائيل وايران التي ستضع في الظل الحملة الانتخابية وستسمح لدونالد ترامب بالعودة واتهامها بتدهور الساحة الدولية. في البيت الابيض يؤمنون بأن وقف اطلاق النار في قطاع غزة سيهديء ايضا الجبهة الشمالية – الشرقية التي اخذت تسخن أمام اسرائيل. 

الامريكيون اتخذوا خطوات اخرى. فاضافة الى ضخ التعزيزات العسكرية للدفاع عن اسرائيل، الادارة الامريكية ابلغت الكونغرس بأنها ستحول 3.5 مليار دولار لاسرائيل من اجل شراء السلاح. هذا جزء من رزمة 14.1 مليار دولار التي تمت المصادقة عليها في الكونغرس في نيسان الماضي، لكن لم يتم تنفيذها حتى الآن بشكل كامل. في حين أن المتحدث بلسان مجلس الامن القومي الامريكي، جون كيربي، شن هجوم علني استثنائي على وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال بأن الولايات المتحدة تحاول فرض على اسرائيل اتفاق خضوع. ادعاء سموتريتيش كما قال كيربي هو “سخيف وفضائحي ومخجل. مقاربته هذه ستضحي بالمخطوفين وتعرض حياتهم للخطر، من ابناء شعبه ومن الامريكيين”.

الاشارة الى سموتريتش، الذي هو مثل الوزير ايتمار بن غفير سيجد نفسه هدفا للعقوبات الامريكية، هدفت الى ازاحة عن الطريق عائق يمكن أن يعيق الصفقة. ولكن المعارضة الاكثر اهمية للصفقة هي من قبل نتنياهو نفسه الذي ما زال يرتبط بالحزبين المتطرفين كي يبقى في الحكم. في القريب، يمكن الافتراض، الامريكيون سيضعون على الطاولة اقتراح جديد من اجل جسر الفجوة، وسيقولون للطرفين “خذوا ذلك أو اتركوه”. هنا ربما يحدث التصادم المباشر بين نتنياهو وبايدن. سلوك نتنياهو يتعلق بحساباته مثل الى درجة هو على قناعة بانتصار ترامب على هاريس في تشرين الثاني؟.

ضبط نفس استراتيجي

في هذه الاثناء بالذات اعلنت البعثة الايرانية للامم المتحدة بأنها تأمل بأن الرد العسكري ضد اسرائيل “سيكون في التوقيت وبالطريقة التي لن تضر باحتمالية وقف اطلاق النار. اولويتنا، قال الايرانيون، هي تثبيت وقف اطلاق النار بشكل متواصل في قطاع غزة، وأي اتفاق سيتم الاعتراف به من قبل حماس نحن ايضا سنعترف به”.

مثل بعض التصريحات والتسريبات الاخيرة من قبل النظام فانه يبدو أنهم في طهران ملزمون بالرد على تصفية القائد الرفيع في حماس، اسماعيل هنية، لكنهم يحاولون تقليص حدود المواجهة وهم يفضلون اعطاء حزب الله قيادة الهجوم.

ايران انحرفت، في هجوم الصواريخ والمسيرات على اسرائيل في نيسان الماضي عن سياستها التي تستمر منذ سنوات كثيرة وهي عدم مهاجمة اسرائيل مباشرة والاعتماد على وكلائها. حتى الآن هناك شك اذا كان النظام الذي للتو قام بتنصيب رئيس جديد ويناضل ضد الصعوبات الاقتصادية الكبيرة، معني الآن بمواجهة شاملة ومباشرة. عمليا، حزب الله لديه قدرة كبيرة للمس باسرائيل ومن مسافة قريبة، وبشكل سيضع في امتحان قاس استعداد الجبهة الداخلية في اسرائيل.

ربما أن خطوات ايران تندمج مع خطوات استراتيجية اوسع للنظام. “وول ستريت جورنال” نشرت أول أمس بأن المخابرات الامريكية تقدر أن ايران توجد الآن في موقع أفضل كي تطلق من جديد مشروعها النووي العسكري، الذي حسب وكالة المخابرات الامريكية تم تجميده فعليا منذ العام 2003. موظفون امريكيون قالوا لهذه الصحيفة بأنه حتى لو اعتقدوا أنها لا تريد انتاج السلاح النووي الآن، إلا أنها “متورطة في نشاطات يمكن أن تساعدها على ذلك”، اذا رغبت في فعل ذلك. 

تغيير التقدير حيث في نفس الوقت ايران تقوم بتجميع اليورانيوم المخصب بمستوى مرتفع، الذي يمكن أن يمكنها من الحصول على الكمية الكافية لانتاج قنبلة خلال بضعة اسابيع منذ لحظة القرار. في تقرير لوكالة المخابرات الوطنية “دي.ان.آي”، الذي تم تقديمه للكونغرس في شهر تموز الماضي حذف التقدير الثابت للمخابرات الامريكية الذي تم ارفاقه مع هذه التقارير حتى الآن، والذي يقول بأن ايران لا تقوم في هذه الاثناء بنشاطات التطوير المطلوبة لاقامة منشأة نووية يمكن أن يتم فيها انتاج قنبلة تجريبية.

خبير اسرائيلي في الذرة، الدكتور اريئيلي (ايلي) لفيتا، من مركز كارنيغي، الذي كان في السابق من كبار جهاز الامن، قال لهذه الصحيفة بأن “الزعيم الروحي الايراني علي خامنئي لم يقرر بعد تحويل المشروع النووي الى مشروع عسكري. ولكني أميل الى التقدير بأنه على الاقل لم يمنع علماء الذرة في ايران من الانشغال بنشاطات تمكن من اخذ ايران الى اعلى مستوى من اجل الوصول الى شفا النووي”.

يلتزمون بالتدهور 

في لحظة استئناف المفاوضات حول الصفقة تم تسجيل مرة اخرى قتل جماعي في قطاع غزة، في هجوم اسرائيلي من الجو. وزارة الصحة التابعة لحماس اعلنت صباح أمس بأن 93 شخص تقريبا قتلوا واصيب العشرات في قصف مدرسة استخدمت كمأوى للمدنيين في حي الدرج في مدينة غزة. الصور الفظيعة التي نشرت من المكان ظهر عشرات الاطفال والنساء، القتلى والمصابين. في الجيش الاسرائيلي قالوا بأن عدد القتلى مضخم بشكل متعمد من قبل حماس، وأنه في الهجوم قتل 19 مخرب من حماس والجهاد الاسلامي، الذين استخدموا المكان كقيادة للنشاطات الارهابية.

اسرائيل تكثر من مهاجمة المدارس في الشهرين الاخيرين، التي تستخدم كمراكز للايواء بذريعة أن ارهابيين يختبئون هناك بين السكان المدنيين. وحسب ذلك فهي تقوم بالتحذير قبل عمليات القصف مثل اختيار نوع السلاح وتشخيص دقيق للمكان الذي يوجد فيه النشطاء في المباني من اجل تقليص المس بالمدنيين. هذه الاحداث، وهذا اخطرها، تثير اهتمام عام محدود في اسرائيل، ازاء مذبحة 7 تشرين الاول واحتجاز المخطوفين لدى حماس. ولكن في المجتمع الدولي يتم استئناف انتقاد قتل المدنيين الابرياء مع الدعوات الى فرض عقوبات على اسرائيل، والذي يؤثر على جهود الادارة الامريكية في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار.

في كل ما يتعلق بالساحة الدولية فان الحكومة والائتلاف يصممان على مواصلة دهورة مكانة اسرائيل. المثال الآخر على ذلك يتعلق بمسألة سديه تيمان. 

تمديد الاعتقال المتكرر لجنود الاحتياط المشتبه فيهم في هذه المسألة يدل كما يبدو على أنه يوجد للنيابة العسكرية والشرطة العسكرية تشكك مدعوم بخصوص التحرش الجنسي بالمعتقل، الذي هو من اعضاء حماس من القطاع. اضافة الى ذلك الفحوصات الداخلية المختلفة التي اجريت في جهاز الامن تثير الشك بأن الامر يتعلق بظاهرة اوسع، وتؤكد الكثير من الادعاءات التي تم توثيقها من قبل منظمات مختلفة قبل بضعة اشهر حول التنكيل المنهجي والاهمال الصحي في هذه المنشأة وفي منشآت اخرى منذ اندلاع الحرب.

حتى الآن اليمين المتطرف، بقيادة وزراء واعضاء كنيست من احزاب اليمين ومن الليكود ايضا، يستمر في التمسك بنظرية المؤامرة التي قامت بحياكتها النيابة العسكرية ضد الجنود الجشعان. عندما رئيس الاركان هرتسي هليفي طلب في جلسة الكابنت الاخيرة من الوزراء ادانة اقتحام متظاهري اليمين لقاعدتي سديه تيمان وبيت ليد، قام نتنياهو بتوبيخه قائلا (“لا تقدم لنا المواعظ”)، وبعض الوزراء تجادلوا معه. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى