هآرتس: الولايات المتحدة تخشى الانجرار الى حرب وتحاول ردع ايران وحث نتنياهو على وقف النار
هآرتس 8/8/2024، عاموس هرئيل: الولايات المتحدة تخشى الانجرار الى حرب وتحاول ردع ايران وحث نتنياهو على وقف النار
ديفيد ايغناشيوس، المحلل الدبلوماسي والامني المخضرم في “واشنطن بوست”، كان أمس متفائلا. فبحسبه، الذي يبدو أنه يستند بالاساس الى مصادر امريكية واسرائيلي، ما زال يوجد مخرج محتمل من الاشتعال الآخذ في التصاعد في الشرق الاوسط.
حسب قوله الادارة الامريكية نجحت بأن تردع بدرجة معينة ايران عن القيام بهجوم واسع ضد اسرائيل، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يظهر اشارات مرونة في مسألة وقف اطلاق النار وصفقة المخطوفين مع حماس. المتغير المجهول هو حزب الله. فمن غير الواضح اذا كان حزب الله شريك في مقاربة ايران أو أنه ينوي المخاطرة الى درجة اشعال المنطقة.
حسب اقوال ايغناشيوس فان الذي ما زال يقود جهود التهدئة هو الرئيس الامريكي، جو بايدن، رغم الاعلان بأنه لن يتنافس على ولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني القادم. بايدن يستخدم قناة خلفية غير رسمية مع النظام في ايران وفي موازاة ذلك يضغط على نتنياهو. وبهدف وقف “حرب كارثية” في الشرق الاوسط فقد أمر الرئيس بارسال حاملة طائرات ومدمرات وطائرات قتالية الى المنطقة مع الاعلان بأن الولايات المتحدة ستساعد ايضا في هذه المرة في الدفاع عن اسرائيل.
ايران تفحص من جديد خطواتها، حتى بعد أن تبينت بالتدريج ظروف اغتيال زعيم حماس، اسماعيل هنية، في طهران في الاسبوع الماضي. عملية الاغتيال، حسب محلل “واشنطن بوست” ،كانت بواسطة عبوة متفجرة تم وضعها في غرفة هنية في بيت الضيافة التابع لحرس الثورة الايراني وليس بواسطة صاروخ اطلق من بعيد.
بشكل معين، في اطار قواعد اللعب غير المكتوبة في الشرق الاوسط، هذا يعتبر تحد اخف في نظر النظام في ايران. رسائل التحذير من قبل الولايات المتحدة نقلت بواسطة السفارة السويسرية في طهران، والبعثة الايرانية في مقر الامم المتحدة في نيويورك. الامريكيون قالوا للايرانيين بأن التصعيد الاقليمي سيصعب على الرئيس الجديد مسعود بزشكيان تسلمه للمنصب. وبخصوص نتنياهو فان ايغناشيوس كتب بأنه تراجع عن جزء من طلباته الجديدة بخصوص صفقة التبادل التي كان يمكن أن تعطل المفاوضات.
بخصوص التقرير بشأن نتنياهو لم يتم تسلم أي تأكيد من مصادر اسرائيلية. يصعب استبعاد احتمالية أنه كما حدث أكثر من مرة في السابق، فان رئيس الحكومة مرة اخرى يسوق مواقف مختلفة للاعبين مختلفين. هكذا كان الامر ايضا قبل سفره لالقاء الخطاب في الكونغرس في الشهر الماضي واثناء زيارته. نتنياهو ولد الانطباع لدى مستضيفيه الامريكيين – ولا يقل اهمية عن ذلك لدى عائلات المخطوفين – بأنه في القريب يتوقع حدوث اختراقة في المفاوضات. عمليا، الزيارة انتهت بدون أي تقدم، ومنذ عودته الى البلاد يقوم بعرض مواقف متشددة في المفاوضات. المقربون منه يقولون بأنه مع استمرار الهجمات في غزة واغتيال القادة الكبار في حماس سينجح في أن يفرض على حماس اتفاق مريح أكثر لاسرائيل. في المقابل، كبار قادة جهاز الامن يقولون بأن نتنياهو يمط الوقت بشكل متعمد وأن توجهه هو نحو حرب استنزاف أبدية، بدون صفقة تبادل التي يمكن أن تعرض استقرار حكومته للخطر.
الامريكيون يخشون من أن تبادل اللكمات الاقليمي سيجرهم الى داخل المناوشات بسبب التزامهم (الذي تم التعبير عنه في الفترة الاخيرة) بالدفاع عن اسرائيل. ما تبثه الادارة، حتى بواسطة التصريحات لوسائل الاعلام الامريكية، هو أنه ما زال هناك “مخرج” قبل مسار التصادم مع ايران وحزب الله. واذا وافقت اسرائيل على الدفع قدما بشكل حثيث بصفقة التبادل في الوقت الذي ستستخدم فيه الولايات المتحدة جهود الردع، فربما ما زال يمكن وقف التصعيد الذي يمكن أن يجر الطرفين الى حرب، حتى لو أنهما لا يرغبان في ذلك بسبب قوة الردود المتبادلة.
الامكانية الكامنة في التدهور ستكون مرهونة بأمرين، قوة عملية حزب الله “ونجاحها”، وعلى خلفية ذلك طبيعة رد اسرائيل. في الاشتعال السابق مع ايران في منتصف نيسان الماضي، النجاح في اعتراض معظم الاطلاقات من ايران مكن اسرائيل من الاكتفاء برد معتدل نسبيا، والتوتر تلاشى خلال فترة قصيرة.
في الجيش الاسرائيلي يتم الحفاظ على حالة التأهب، لا سيما في سلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي والاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، قبيل أي هجوم محتمل من محور ايران، لا سيما من قبل حزب الله. تقدير الاستخبارات يقول بأن حزب الله ملزم برد أكثر شدة من رد ايران، ازاء الغضب من اغتيال اسرائيل لفؤاد شكر، الذي وصف بأنه رئيس اركان الحزب، في بيروت في الاسبوع الماضي.
جهات امريكية واسرائيلية قدرت بأن الهجوم سيتركز على المواقع العسكرية، لكنها غير واثقة من أن حزب الله سيكون حذرا في مسألة المس بالمدنيين. قواعد الجيش الاسرائيلي في الشمال يمكن أن تكون في مرمى الهدف، لكن ربما تكون ايضا محاولة لضرب اهداف مدنية في المركز، كما ألمح مراسلون مقربون من حزب الله مؤخرا.